ثقافات

العرض الأول لفيلم “الحياة ما بعد” لأنيس جعاد (فيديو)

 

قدم، صباح الأربعاء، بقاعة المركز الجزائري لتطوير السينما، بالجزائر العاصمة، العرض الأول للفيلم الروائي الطويل “الحياة ما بعد” لأنيس جعاد.

وهو فيلم درامي اجتماعي يقدم نظرة نقدية عن وضعية المرأة في المجتمع.

و يتطرق الفيلم, في ساعة و45 دقيقة، لقصة “هاجر” وابنها المراهق “جميل” (16 عاما) اللذين يعيشان وحيدين في قرية ريفية (دوار) بالغرب الجزائري.

ويضطران لمغادرتها بعد مضايقات السكان نتيجة انتشار إشاعات تتهم “هاجر” زورا بالفاحشة فيستقران بمستغانم أين يعيشان ظروفا صعبة نتيجة الفقر والتحرش الذي تتعرض له “هاجر” أينما حلت بحثا عن عمل.

تقيم “هاجر” أولا في كوخ بأحد الأحياء القصديرية بمساعدة من صديقتها “فاطمة” وزوجها فيتحرش بها هذا الأخير وأيضا المؤجر صاحب الكوخ.

فتضطر لمغادرة المكان لتستقر في مطعم على البحر به غرف للإيجار فتعمل به وابنها الذي يدخل في متاهات نتيجة الأوضاع المزرية التي يعيشانها.

تحاول “هاجر” حماية نفسها وتبذل جهدها في نفس الوقت لحماية “جميل” من رفاق السوء ومن عالم الليل الذي لا يرحم.

لتنتهي قصة الفيلم بطريقة مأساوية ففي حين ترتبط هي بصاحب المطعم يبحر هو سرا في قارب إلى إسبانيا ليكون الموت مصيره وليعود جثة هامدة إلى قريته الريفية التي رفضته وأمه.

و يقدم هذا الفيلم, المنتج في 2021, صورة سلبية عن وضعية المرأة في المجتمع ويندد بالظلم الذي تتعرض له وبظاهرة التحرش الجنسي.

وكذا النفاق الديني والاجتماعي في الجزائر العميقة وقد جاء في حبكة فنية محكمة وتسلسل مشوق للأحداث وفي قالب جمع أيضا بين لغة الصمت المعبرة والمناظر الشتوية الكئيبة والموسيقى التصويرية الحزينة.

و شارك في أداء هذا العمل, الذي أنتج بالتعاون بين المركز الجزائري لتطوير السينما ومؤسسة “أليغريا للانتاج” وكتب له السيناريو المخرج نفسه, كل من ليديا لعريني في دور “هاجر” وأحمد بلمومن في دور “جميل” وكذا الراحل جمال بارك في دور صاحب المطعم حيث أبدع ثلاثتهما في تقمص أدوارهم.

كما شارك أيضا كل من سمير الحكيم وحجلة خلادي وموفق محمد لمين ومراد خان وهند قطاب وممثلين آخرين.

وعرض هذا العمل في عدد من المهرجانات الدولية بتونس والأردن وبوركينافاسو كما حاز مؤخرا تنويها خاصا من لجنة تحكيم مهرجان أميان الدولي السينمائي بفرنسا.

و يتميز جعاد، وهو أيضا صحفي وسيناريست من مواليد 1974 بالجزائر العاصمة، بأسلوبه السينمائي الذي يغوص في الواقعية الاجتماعية الجديدة.

ويستلهم قصصه من عالم المهمشين, ويعتبر هذا الفيلم العمل الروائي الطويل الأول له بعد أفلامه القصيرة الثلاثة “الكوة” (2012) و”المعبر” (2014) و”رحلة كلثوم” (2016).

مقالات ذات صلة

إغلاق