آراء وتحاليل

عندما تُسجنُ الصحافة

طريق نيوز

محمد لمين مغنين 

في شهر الإستقلال المجيد تعيش حرية التعبير و حرية التفكير التي ضحى من أجلها الشهداء مكبلة
و بعد سنوات عديدة من الإستقلال ، بعد سنوات عديدة من التعددية لازال الشعب يعاني من نظام سرق إستقلاله و أسر حريته من جديد
يرفع في الآونة الاخيرة شعار الجزائر الجديدة في كل وقت و كل حين و يستشهد به في أبسط شيء بل يراد من خلاله مصادرة ثورة شعب و تأميم عقل أمة بأكملها ، نعم يراد من خلاله تنويم الصغير قبل الكبير للبقاء و الإستمرار في تسيير بلد و مؤسسات و دولة بطريقة بالية بطريقة بدائية بعقلية قديمة بمنطق الولاء بسياسة المحسوبية و الريع ببساطة بممارسات دفعنا كلنا الثمن غاليا بسببها فمن شباب ينتحر كل وقت و حين في البحار إلى شباب ضائع دون حاضر أو مستقبل في الأحياء إلى أسر مشردة و مرضى يعانون ، منظومة صحية مهلهلة و اقتصاد شبه معدوم و طبقة سياسية فارغة المحتوى هذا هو ثمن تكميم الأفواه و السكوت عن الحق هذه هي ضريبة سجن السلطة الرابعة هذه نتيجة تكبيل الصحافة و القنوات بأغلال الإشهار و الريع
كيف لنا أن نحتفل بالإستقلال و نحن نسرد هذا الواقع الأليم بمرارة و حسرة ، آسفي عليك يا جزائر فقد كنا نظن أن الصحافة قد تحررت مع بداية الحراك الشعبي لكن في الحقيقة كان ذلك مجرد تخفيض للسرعة لتغيير وجهة الخدمة و العبودية المقيتة على حساب روح المهنة و الحياد على حساب قول الحقيقة لشعب يتطلع كل يوم لمعرفة ما يدور من حوله
و مع كل سواد مع كل ظلام مع كل ليل لابد من بزوغ شمعة أمل تنير الدرب ذلك الضياء يتمثل في جيل جديد من الإعلاميين و الصحفيين قرروا رهن مصيرهم و حياتهم في سبيل أداء الواجب الوطني في قول الحقائق و نقل الأحداث كما هي دون تزييف أو تلميع أو خضوع لأوامر فوقية.
عبد السميع عبد الحي صحفي مسجون ، خالد درارني صحفي مسجون ، السعيد بودور صدر في حقه امر الايداع ، مصطفى بن جامع صحفي خاضع لرقابة قضائية ،عبد الكريم زغيلش صحفي مسجون هؤلاء لازالوا على عهد حراك 22 فيفري هؤلاء تخرجوا من مدرسة الإعلام الجديد ممثلة في مسيرات الشعب الموحدة هؤلاء هم النور الذي شاهدنا جميعا بزوغه بعد ليل طويل هؤلاء هم من أراد أن يكون دليلا للطريق و صوتا يعلو للحق و منبرا يعبر عن آهات الكادحين فكان مصيرهم السجن و الحبس و الظلم و التعسف .
أنا لا ألوم اليوم نظام جائر قام بمحاكمتهم فذلك أساس ملكه و عرشه لكن ألوم كل يوم تخاذلنا عن تحريرهم
فإلى متى نبقى نشاهد معاناتهم..

مقالات ذات صلة

إغلاق