آراء وتحاليل

الترهيب يقتل الانتخابات لا الثورة السلمية.. بقلم نجيب بلحيمر

تتوالى الاعتقالات كما كان متوقعا, هناك أسماء معروفة مثل لخضر بورقعة, وكريم طابو, وسمير بلعربي, وفضيل بومالة, لكن هناك من لا نعرف عنهم الكثير, لأنهم ببساطة جزائريون آمنوا بالتغيير كهدف, وسعوا إليه بكل سلمية.

لم يعثر على سلاح عند أي من هؤلاء الذين جرى اعتقالهم, وهم بالعشرات أو بالمئات, لا نعرف أعدادهم, لكن نعرف جيدا أنهم يتظاهرون بسلمية من أجل تغيير نظام وصل إلى نهايته, ولم نسمع إلى اليوم بأن أحدهم وجهت له تهمة تتصل باستعمال العنف أو الدعوة إليه, باختصار هم أبناء الثورة السلمية التي انخرط فيها ملايين الجزائريين منذ انطلاقتها في 22 فيفري الماضي.
حملة الاعتقالات التي ستتواصل, وقد تكون أكثر شراسة خلال الأيام القادمة, لها هدف واحد هو إنهاء الثورة السلمية, وهذا الهدف صار اليوم أهم عند السلطة من تنظيم الانتخابات, وتقوم هذه الاعتقالات على فرضية إن الثورة السلمية ستموت بتغييب بعض الوجوه التي ركزت عليها وسائل الإعلام حتى اقتنعت السلطة بأنها هي من تدعو إلى التظاهر وهي من تسير المتظاهرين, لكن الحقيقة التي يعرفها كل من ينزل إلى الشارع غير ذلك تماما.
لقد كانت مظاهرات الثلاثاء الماضي رسالة واضحة رد من خلالها الطلبة, والمواطنون الذين يساندونهم في مسيراتهم, على سياسة الترهيب, وستكشف الأيام القادمة ان السلطة أخطأت قراءة ما يجري, وان الاعتقالات كانت خيارا خاطئا لأنها ستزيد من تصميم الجزائريين على تغيير هذا النظام الذي يهددهم اليوم بمصادرة حرياتهم الأساسية بعد أن وضع بلادهم على حافة الانهيار.
لم تكن أبدا إجواء الخوف مناسبة لتنظيم أي انتخابات, والسلطة التي تلجأ إلى الترهيب تثبت لنا بأن إسكات الجزائريين وقتل ثورتهم السلمية صار أهم من الانتخابات, وعندما يفرض الرأي الواحد وتنتفي الحرية تصبح الانتخابات أداة للسطو على الإرادة الشعبية وليس لتجسيدها.

بقلم نجيب بلحيمر

مقالات ذات صلة

إغلاق