ثقافات

الجزائرية هناء غزار بوعكاز ، مقدمة البرامج التي تخطف الأنظار بفرنسا

هناء بوعكاز بنت جزائرية، من وهران، ذهبت لفرنسا لتخوض تجربة الإعلام، رغم صعوبة المجال والتنافسية الشرسة هناك تمكنت من حجز مكان لك بينهم، من هي هناء بوعكاز ؟

ولدت و ترعرعت في وهران من أبوين من الشرق الجزائري ( تبسة ) ،منذ الطفولة و أنا احلم بتقديم البرامج التلفزيونية لكن  آنذاك لم يكن المجال مفتوح، و تخوف والدي ان ألقى صعوبات في إيجاد وظيفة في المستقبل جعلني أدرس تجارة، سافرت بعد التخرج إلى القاهرة حيث درست لمدة سنتين في “أكاديمية كامبريدج” لغة انجليزية و اقتصاد و سافرت بعدها إلى بريطانيا للقيام بدراسة تحضيرية والدخول لجامعة كامبريدج.

بعد إنهاء دراستك ببريطانيا أين كانت وجهتك؟

لا، لم أكمل دراستي ببريطانيا و أضطريت للتوقف عن الدراسة هناك و الرجوع إلى بلدي الجزائر لإطلاق مشروع مجلة ثقافية باللغة الفرنسية مسماة ب ” دز بيبول” Dz People magazine، هنا كان دخولي لعالم الصحافة المكتوبة، كان للمجلة صدى كبير و خلال شهر من صدورها كانت موجودة على متن الخطوط الجوية الجزائرية و Aigle Azur.

اطلاق مجلة في الجزائر غالبا يكون شيء صعب لصعوبة الحصول على الاشهار، كيف جاءت فكرة اطلاق مجلة؟ وكم دامت هذه التجربة ولماذا توقفت؟

حلمي ان أكون في ميدان الصحافة و الإعلام هو الذي دفعني ان اطلق المجلة ، واجهت صعوبات كبيرة جدا و خسائر مالية كبيرة، كان كل شئ جاهز، المكتب ، الموظفين ، حتى المجلة نفسها ، لكن الموافقة من طرف وزارة العدل أخدت وقتا كبيرا ! تقريبا مدة سنة كنت خلالها انتظر يوميا تلك الموافقة كي اطرح المجلة في السوق  مما جعلني أستنزف ماديا ! إلى ان قابلت وزير العدل آنذاك و قلت له حرفيا : سيدي الوزير ، لو لم تمضي الموافقة سأعود إلى بريطانيا ، اعرف ان هذا لن ينقص من حضرتك و لا من البلد شئ لكت تأكد انني أمثل الشريحة القليلة من الشباب التي لازال تؤمن ببلدها و تحلم بتقديم إنجازات للجزائر ، قلت له سيدي الوزير، أنا لم اطلب سلفيات من الدولة وًلا مساعدات البنوك ، لم أطلب شيء سوى السماح لنا بالنشاط والعمل في بلدنا .

الإشهار كان شئ صعب ، لكن نوعية المجلة و المواضيع التي كنا نتناولها و الترويج الضخم الذي قمت به لصالح المجلة جعل منها فريدة من نوعها و لفتت إنتباه اصحاب اكبر الشركات في الجزائر , red bull, maratun , safina )) أو المستوردين، الفنادق مثل الشيراتون ، الخطوط الجوية الجزائرية أو aigle azur، و حتى شركات اجنبية لماركات عالمية مثل bvulgari, thierry mugler.

أدرت المجلة خلال ثلاث سنوات ، الشئ الذي أتعبني هو وجود كل شئ في العاصمة، المركزية، كل الصفقات تنعقد هناك و القرارات كذلك.

وزارة العدل؟ أو وزارة الإتصال؟

الاثنين ، لإطلاق مجلة لازم الاثنين ، الموافقة من وزارة الاتصال كنت حصلت عليها لكن من وزارة العدل كانت أخذت وقتا طويلا، والحوار الذي دار بيني وبين وزير العدا آنذاك الطيب بلعيز سنة 2008.

ماهو نوع المواضيع التي كانت تتناولها مجلتك؟

الفكرة كانت ان تكون مجلة شاملة حيث ان أي شخص يقرأها يجد ما يمتعه أو يهمه ، مواضيع ثقافية، فنية ، إجتماعية ، صحية، جديد تكنولوجيا وكانت متكونة من 100صفحة.

لماذا توقفت بعد ثلاثة سنوات؟

بصراحة الصعوبات المادية حيث رغم المبيعات و الإشهار، طباعة 100 صفحة باحسن نوعية ورق و إدارة 15 شخص يكلف الكثير ، و هذا أتعبني خصوصا مفاوضة صفقات تجارية جديدة كانت تتم بالعاصمة ، و في العاصمة كنت “غريبة”

هنا فكرتي في الهجرة؟

كنت ازور مرارا فرنسا أو أوروبا ، بعدها قررت الاستقرار بفرنسا و أسست عائلة مما أبعدني فترة عن الإعلام ، و مؤخرا عدت للمجال الذي طالما أحببته، و قررت بداية مسيرة جديدة من باريس.

مؤخرا؟ يعني منذ متى بالضبط وكيف كانت البداية في فرنسا؟

الإنسان لما يكون عنده حلم يسكن عقله و قلبه ، مهما تبعده الظروف عليه لكنه يظل يزاوله ولو في مخيلته، تعرفت على صحفية كبيرة في فرنسا عن طريق زوجي و لمست حبي للميدان و عرضت مساعدتي لدخوله ، زاولت الدراسة من جديد لأجهز حالي للشغل في فرنسا و لكي أكون في المستوى المطلوب هنا، عملت أبحاث كثيرة و قدمت في اكبر مؤسسة لتكون الإعلاميين في باريس التي تخرج منها كبار الإعلاميين منذ 20 سنة وًقبلت الحمد لله وًتفوقت.

خلال سنة نشطت حصة إذاعية أستطعت أن أحاور فيها اكبر الشخصيات العامة : ممثل سينما Michael COHEN , سفيرة الطبخ الجزائرية شهرزاد ، الممثل عبد القادر جريو ، الزهراني ، Houria les yeux verts , wary nichen , الممثلة و عارضة الأزياء صارة غندوز.

عملت أيضا في : IDF1 قناة تابعة ل TF1، نشطت أيضا في نشطت في إذاعة beur Fm , مع الإعلامي الكبير عديل فركان في برنامج سياسي اخباري  و في نفس الإذاعة إشتغلت أيضا على برنامج رياضي Time sport مع بلال نيدمان ، و حاليا أحضر  حصة في قناة جديدة : EuroMed News اسمها EuroMed Mag.

استضفت أيضا Mme De fontenay مؤسسة Miss France

إستضفت أيضا الفنانة الزهوانية التي  بكت على المباشر في حواري معها و أبكت المستمعين والعاملين في الاستوديو لما فتحت معها موضوع المساعدات الإنسانية و ديار اليتامى و العجزة

هل واجهتك صعوبات بفرنسا؟

في فرنسا المطلوب الجدية في الشغل ، الانظباط و انك تشتغل على نفسك ، بصراحة لم أواجه صعوبات بالعكس ، الزملاء الجزائريين، الفرنسيين ، المغاربة ، التوانسة ، كل الجنسيات التي تعاملت معها محترمة و ودودة و ساعدتني  في الميدان من خلال منحي فرصة الكلام في حصصهم و استضافتي و غالبا ما تأتيك يد المساعدة من ” الغريب ”

من هي الشخصية التي  تحلمين باستضافتها في برنامج لك؟

جاك أتالب، Jeacques Attali الكاتب و رجل الاقتصاد ، أو الرئيس.

ما هي مشاريعك المستقبلية وهل تملكين رغبة في تقديم برنامج خاص بالجزائر؟

أكيد احلم ان اقدم برنامج يخص الجزائر وهناك فعلا مشروع اشتغل عليه منذ عدة شهور يخص الجزائريين ، حياة الجزائريين المغتربين  و اخبار الجزائر ، مشروع ضخم ، جديد و فريد من نوعه، لكن اوضاع البلد حاليا خلقت عدة عراقيل  من ناحية الممولين .
أريد من خلال هذا البرنامج أن أبين للعالم أن الجزائر  عندها مواهب و مفكرين و اسماء كبيرة في كل المجالات من خلال اتاحة الفرص لهم بالتحدث عن مشوارهم وقصة نجاحهم، لأننا سئمنا من الإعلام الأوربي الذي اساء لصورة الجزائري أو المغاربي عامة بحيث إذا أظهره أو حكى عنه يكون في مواضيع مثل الهجرة أو البطالة  مع انه اكبر الأطباء ، جراحين ،مدراء اكبر مستشفيات في فرنسا هم جزائريين . الجزائريين و الجالية المغاربية متفوقة في ميادين عديدة.

هل تملك هناء رغبة في خوض تجربة السينما والتمثيل؟

في رمضان عرض علي و كنت فعلا سأشارك في مسلسلين : ورد اسود ، و أولاد الحلال ، كنت مرشحة لدور الدكتورة مع الفنان الكبير و الممثل العبقري الذي اكن له كل التقدير عبد القادر جريو ، لكن الظروف لم تسمح بذلك .

ما موقفك مما يحصل في الجزائر؟ هل شاركت هناء في الحراك بفرنسا او بالجزائر؟  ما هي الجزائر التي تحلم بها هناء؟

أكيد أنا أغار على بلدي ، وأساند أولاد بلدي بدون تردد، المظاهرات السلمية فخر لأي جزائري و الصورة التي قدمها المتظاهرين الجزائريين سواء في الجزائر أو فرنسا هي مثالية و مشرفة ، كنت و لازال فخورة بالمقال الذي كتب في Le Parisien و الذي كان عنوانه : الجزائر تعطي درسا لفرنسا ( لما قارنت المظاهرات هناك مع آل gilet jaunes )
ما يحصل في الجزائر كان متوقع لان طفح الكيل و قام الشعب بالدفاع عن مصالحه بنفسه .

خوفي على بلدي في المستقبل القريب كبير ، خوفي من ان تكون تجاوزات أو مصالح مندسة تخرب المطالب الأساسية للشعب ، خوفي ان يكون لنا نفس مصير بلدان عربية أخرى على الرغم أن ثقتي في ابناء بلدي الكرام  كبيرة و أنهم حتما سيكونون بحجم المسؤولية.

أكيد أنا أغار على بلدي ، وًاساند أولاد بلدي وًمصالهم بدون تردد ، المظاهرات السلمية فخر لأي جزاءري و الصورة التي قدمها المتظاهرين الجزائريين سواء في الجزائر أو فرنا هي مثالية و مشرفة ، كنت و لازال فخورة بالمقال الذي كتب في Le Parisien و الذي كان عنوانه : الجزائر تعطي درسا لفرنسا ( لما قورنت المظاهرات هناك مع آل gilet jaunes )
ما يحصل في الجزاءر كان متوقع لان طفح الكيل و كان لازم للشعب ان يقوم يدافع عن مصالحه بنفسه . خوفي على بلدي في المستقبل القريب كبير ، خوفي من ان تكون تجاوزات أو مصالح مندسة تخرب المطالب الأساسية للشعب ، خوفي ان يكون لنا نفس مصير بلدان عربية أخرى، لكن ثقتي في ابناء بلدي كبيرة وأنا متأكدة أنهم سيكونون بحجم المسؤولية.

الجزائر التي احلم بها هي الجزائر التي حلم بها من جاهد في سبيل حريتها ، من مات شهيدا و اهدى حياته لها ، هي نفس حلم كل أم لابنها .. أكيد أتمنى ان تكون جزائر الحرية  التي  يعيش فيها المواطن في كرامة ، في محبة ، ان يستطيع الشعب ان يحلم و ان يحقق احلامه هذه .. في الجزائر .

حاورها / م ل

مقالات ذات صلة

إغلاق