الأرشيفثقافات

بالصور ..قصر “عين أم الرخاء” بعنابة يُحتضر .. ومدير الثقافة خارج مجال التغطية !

بعنابة قصر عين أم الرخاء يحتضر ببرحال في صمت، نعم معلم من أهم معالم الذاكرة الوطنية في حالة مزرية و إهمال مطلق. هو ليس ملكية خاصة كما تعود المسؤولين المحليين القول ، للتغطية عن تقاعسهم في حماية معالم الدولة، على عكس بعض الولايات التي قطعت شطرا كبيرا في هذه المهمة ، نذكر وهران و تلمسان أو الجزائر العاصمة. ترى ما قصة هذا القصر الفرنسي الطراز ؟
الموقع كان يسمى في العهد العثماني بعين أم الرخاء و هو من أغنى المواقع في الجزائر، الاكتشاف كان بمثابة كنز للمستعمر الفرنسي لدرجة أنه قام بتدشين أول سكة حديدية ضيقة العرض في افريقيا، و ذلك لاستغلال الحديد الخام و تصديره إلى أوربا. و ليومنا هذا في محيط القصر هناك قطع آثرية ، تحكي قصة أول مصنع للحديد بالمنطقة و أقوى الشركات المتوسطية مقتى الحديد ، الشركة الأم لمصنع الحجار. و في نفس الموقع بحيرة صغيرة يسميها سكان المنطقة بالقلته الزرقاء ، لزرقة لونها ، محاطة بأشجار الغابة.
       
ما قصة هذه البحيرة يا ترى ؟
لما كان المصنع يستغل مناجم الموقع لاستخراج الحديد لم تكن هناك بحيرة. كان يشتغل في الموقع جزائريين و ايطاليين و كانوا يحفرون الأنفاق و شاءت الأقدار خلال الحفر عن طريق المتفجرات أن يقعوا في منبع مائي ضخم انفجر و غرق من غرق. كان عدد الموتى مهم في صفوف الجزائريين ، و من خلال انفجار المنبع تشكلت البحيرة الزرقاء و بقيت ليومنا هذا. و من خلال تحقيقاتنا و زيارة الموقع ، و جدنا أن القصر حجارته تتساقط ، و أناس اقتحموا المبنى ليسكنوه دون رعاية قيمته الجمالية.
أما السلطات المختصة التابعة لوزارة الثقافة حدث و لا حرج. لا يدرون أصلا أين يقع القصر و لا يدرون أين تقع المناجم و أقوى مصنع في الأربعينات لاستغلال المعادن. فلا القصر مصنف و لا مجرد و لا أي شيء. مديرية الثقافة على رأسها مسؤول فات سن التقاعد عاجز عن حماية ممتلكات الدولة الثقافية و تصنيفها.
إلى متى تستمر المهازل ؟… تُرى إلا متى ستظل وزارة الثقافة ساكتة عن ما يحدث من إهمال للمعالم التاريخية بولاية عنابة؟ .. هل سيكون مصير قصر عين أم الرخاء كمصير فيلا سالفاتوري ؟ 
    
الاختفاء في صمت
هل سيتدخل والي عنابة لإنقاض الموقف و فتح تحقيق لاسترجاع كنز من كنوز الجزائر ؟ ربما لا تهيئة الموقع و جعله متحف هواء طلق تزوره الأجيال الصاعدة للتعرف على صناعة الحديد و المناجم كما فعلت ذلك عدة بلدان راقية ؟
…يتبع سمية مداني 

مقالات ذات صلة

إغلاق