الأرشيفثقافاتوطني

فيلم في إنتظار السنونوات..أو الجبن الذي يجمعنا

  عُرض أمس الفيلم الجزائري “في إنتظار السنونوات” لمخرجه  كريم موساوي  في إطار المنافسة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم العربي  في  طبعته العاشرة، يروي الفيلم  ثلاثة قصص، تسلم  كل قصة الشاهد لأخرى دون أن تروي آخر فصولها. لم تكن القصص مرتبطة بسرد نهائي  موحد بل  كانت متقاطعة  على  الهامش، تتدافع لتبرز على الشاشة، تماما كما يحصل في حياتنا اليومية.

 يسافر بنا المخرج بين قصصه وسط ديكور بشع لمدن لم يكتمل بناءها، وأحياء لم تواجه أوساخها،مثل شخصيات الفيلم. التي اتفقت على تفضيل الهروب السهل عوض المواجهة المكلفة.

القصة الأولى  لمقاول ثري تعطلت سيارته في مكان معزول، ليكتشف فيه بأن إنسانيته  كذلك معطلة، القصة الثانية لقصة حب  فضلت فيها الفتاة أن يقودها حبيبها  لدار زوجها القادم رفقة أبيها  -الروائي  شوقي  عماري- ورغم مرض  هذا الأخير، وتوقف الشابين في فندق  اشتعل  فيه حبهما  من جديد تحت أنغام  العملاق لطفي عطار ..واصل الثنائي  في السير إلى حتفهما العاطفي بخنوع مريب.

أما القصة الثالثة فكانت لطبيب – حسان كشاش- الذي  قررت أشباح ماضيه القادمة من  سنوات الجمر أن تطرق بابه في ليلة زفافه.

الفيلم الذي وصف في النقاش بأنه جمع بين ثلاث أفلام قصيرة،قسم الجمهور بشدة بين من رأى عبقرية للمخرج الذي قدم سينما مرئية،تتكلم عن طريق الصورة والأعين وحركات الجسد وعبر الصمت الطويل الذي يبوح بمعارك نفسية قوية، تخوضها الشخصيات مع ذواتها. صمت كسره المخرج  حين أقحم  رقصة كوليغرافية في وسط الصحراء،مؤكدا بأنه قام بذلك لكي يبعث قليلا  من الحياة والحركية  في جو  غلب عليه  الحزن والركود.

ومن جهة أخرى تعرض كريم موساوي الذي أبدع  في فيلمه القصير  “الأيام السابقة” لوابل من الانتقادات من بعض المشاهدين وكذا الاعلامين خلال النقاش.حيث  أعاب  عليه البعض تقديم الجزائر بأوساخها وبمبانيها غير المكتلمة، ملمحين بأن المخرج يقدم للمشاهد الغربي (الأخر المتربص بنا) صورة سيئة عن الوطن كي يحضى بالقبول عندهم.

تهمة رفضها موساوي مؤكدا بأنه قدم الجزائر بتفاصيلها القبيحة التي نعيشها  يوميا، بعاداتها البالية، بماضيها الذي نرفض  مواجتهه. بالجبن المتفشي داخلنا وبالأزمات التي تكبر والتي نراقبها  في صمت..وببعض الأمل المتبقي.

 

جعفر خلوفي 

 

مقالات ذات صلة

إغلاق