آراء وتحاليل

مواطنة ترافع من أجل 40 مليون جزائري

يكتبها الدكتور مراد ناهي

مواطنة ترافع من أجل 40 مليون جزائري…

رغم التهديديات والمضايقات التي تفننت فيها السلطة، إلا أن أعضاء حركة مواطنة قد تنقلوا اليوم 08 سبتمبر 2018 إلى مدينة قسنطينة التي تعتبر المحطة الثانية للخرجات الميدانية لهذه الحركة، بعد خرجة 12 أوت 2018، على مستوى ساحة الشهداء بالعاصمة، مترجمة بذلك قرارتها بأفعال ملموسة.
وقد عرفت مدينة قسنطينة استنفارا أمنيا شديدا غير مبرر، باعتبار أن تحركات حركة مواطنة هي ذات طابع سلمي، للتنديد بدعاة الاستمرارية والعهدة الخامسة وعبدة الكادر؛ وتنوير الرأي العام الجزائري ودفعه من أجل أخذ مستقبله بيده، بعدما أضحى مهددا بسبب ممارسات سلطة الكوكايين والكوليرا.
وقد قام عناصر الشرطة التي يبدو أنها كانت على دراية تامة بتحركات أفراد حركة مواطنة، بتوقيف بعضهم حتى قبل دخولهم مدينة قسنطينة، كما حدث مع أميرة بوراوي، في حين تم اعتقال آخرين داحل المدينة، كما حدث مع السادة نور الدين نباب، جمال أبو المعالي وأنيس حمايدي، وهم قياديون في حزب جيل جديد من جهة، وعبد الكريم زغيلش منسق حركة مواطنة بقسنطينة من جهة أخرى، وفي نفس السياق تم اقتياد السيدة زبيدة عسول إلى مركز الشرطة، والتي نددت بعد إطلاق صراحها رفقة جميع المعتقلين، بممارسات العهد القديم القائمة، وبالتصريحات العدائية لرئيس المجلس الشعبي الولائي لقسنطينة المحسوب على الأفلان، وبالبيان الصادر عن المكتب الولائي لحزب الأرندي.
هذا، وقد تمت محاصرة المكان الذي تواجد فيه رئيس حزب جيل جديد السيد جيلالي سفيان رفقه أمين حزبه الأول، السيد لخضر أمقران، لمنعهم من الخروج، حيث شوهدت مركبات الشركة في كل مداخل ومخارج المبنى.
وعند حدود 10 و30 دقيقة، وعندما حاول من تبقى من أفراد حركة مواطنة من السير في المضمار المبرمج من ملعب بن عبد المالك إلى ساحة لابراش، للقاء المواطنين والاحتكاك بهم واطلاعهم على فحوى إعلان مبادي مواطنة، التف عناصر الشرطة بالزيين المدني والنظامي، وكان عددهم يفوق عدد أفراد حركة مواطنة أضعاف وأضعاف، ومنعوهم بالقوة من التقدم ولو خطوة للأمام، إذ برر عميد الشرطة ذلك بافتقارهم لرخصة سير داخل المدينة.
للإشارة فإن السلطات المحلية لولاية قسنطينة قد قامت بركن شاحنات جمع النفايات في الساحة العمومية لمدينة قسنطينة أين كان من المنتظر أن يلتقي أعضاء حركة مواطنة بالمواطن القسنطيني، متسببة في انتشار روائح كريهة.
وقد تهجم أحد أفراد الشرطة على السيد مراد ناهي وهو مناضل بحزب جيل جديد وظربه على رقبته، في محاولة منه لانتزاع هاتفه النقال ومنعه من التصوير، حدث نفس الأمر مع السيد مصطفى بلحكل وهو مناضل بذات الحزب، إذ أقتيد إلى مركز الشرطة، وأخذت بصماته.
من جهته، صرح المحامي صالح دبوز الذي تمت محاصرته في المكان نفسه، أنه سيودع شكوى بسبب تقيد مواطنين جزائريين من التنقل بحرية في المدينة ولو لبضع خطوات، وهو ما يكفله الدستور الجزائري وكل المواثيق الدولية.
هذا، وقد ضرب أفراد حركة مواطنة موعدا آخر للجزائريين، بتاريخ 15 سبتمبر 2018، بمدينة بجاية، أين دعوهم إلى الخروج بالقوة لكسر حاجز الخوف.
د. مراد ناهي

مقالات ذات صلة

إغلاق