آراء وتحاليل

الصاروخ يهزمنا .. بقلم حمزة بركاني

في زيارة ليوم واحد بعد غياب سنة كاملة لمسقط رأسي #عين_البيضاء العتيقة مدينة ال60مسجدا مدينة العلم والمسرح والسينما والثقافة والتجارة أيقنت ورب الكعبة أن الحكومات و الآفات سيقضون علينا و أستطيع أن ألخص كل ذلك في مظهر آلاف الشباب والمراهقين الحاملين لقنينات الكوكاكولا و المشروبات الغازية التي يشربونها بعد إستهلاك المخدر الموضعي الموجه لإسترخاء العضلات المسمى دارجة الصاروخ صيدلانيا ليريكا والذي وصلت درجات إستهلاكه معدلات خيالية إلى أن إعترف أحدهم في تحقيق تلفزيوني شاهدته أنه وصل لبلع 10حبات يوميا دون أن يتحصل على النشوة المرجوة مع العلم أن ثمن الحبة في السوق السوداء لا يقل عن 400 و 600 و 800دينار حسب قوتها 100 أو 200 أو 300 مليغرام إذا لم أكن مخطئا والسؤال المطروح بقوة يبقى دائما في كيفية تغطية الشباب والمراهقين البطالين لمصاريف وتكاليف إدمانها من جهة ومصاريف تهييجها بعد بلعها بالمشروبات الغازية أو المشروبات الطاقوية أيضا إذا كان هذا الدواء ممنوعا من البيع دون وصفة طبيب مختص كيف وصل بهاته الكميات الهائلة لجميع المدن والدوائر الكبرى مثلما شاهدت بأم عيني في العاصمة عينة من الزبائن في الليل يقدرون بالعشرات يوميا يتعاطون نفس المهدئ المسبب للغثيان و الفشل وضمور العظام وإسترخاء العضلات والأعصاب ومثلما تتحمل السلطات والحكومات المتعاقبة مسؤولية ضبط الأمن والنظام العموميين وفرض القانون ومحاربة الإدمان يتحمل المسربون للدواء و يتحمل الذي سرب الوصفة الكيميائية لفوار المخدر في المعدة وتضاعف مفعوله الوزر الأكبر في ضياع جزء من الجيل المحطم أصلا والمنكسر والمنهزم والغارق في الهموم والمشاكل والبطالة والفقر و التسرب المدرسي المبكر و المحاصر بالسموم والمخدرات والآفات و المحيط المتعفن والقاتل للأمل وروح المبادرات و ثقافة النصح و برامج المرافقة النفسية والذهنية والعقلية و التنمية والعدالة الإجتماعية لم يتبق لنا بعد دق ناقوس الخطر سوى الدعاء وإنتظار العدالة الإلاهية لتخلصنا من الرعب والكابوس الذي نعيش فيه وينبغي تسليط الضوء أيضا على غياب دور العائلة و الأسرة والمدرسة والمسجد والمجتمع والمؤسسات الصحية والنفسية و غياب حملات التوعية بمخاطر و أضرار هاته الأدوية المستهلكة خارج إطارها بغض النظر عن قابلية هاته الفئات الهشة للتحاور و الإنصات للمختصين و الخبراء والأئمة دون الحديث طبعا عن غياب السلطات بشحمها ولحمها وعظمها وأجهزتها و مؤسساتها ووزاراتها عن ما يحدث من مجازر خلفية و أخلاقية و صحية وذهنية لأبنائنا وإخواننا …وتتوالى الهزائم

مقالات ذات صلة

إغلاق