ثقافات

قراءة في كتاب “درب الواجب”..

ينتقل سعيد سعدي هذه المرة من تناول شخصية تاريخية ثورية إلى شخصية من الذاكرة الفنية، شريف خدام، القادم من العمق القبائلي المرابطي حنجرة تحمل الروابط والمعاني والأحاسيس والذكريات وحتى حكايات الأمهات.
ليست صدفة على مناضل سياسي وفاعل ثقافي مثل سعيد سعدي أن يتناول هذه الشخصية الفنية فقط في قالبها الغنائي، بل هناك أبعاد كثيرة ،شريف خدام يحمل تاريخ المنطقة، يختزل مسارات عديدة، المسيرة الشخصية تقارب الآلاف من الأشخاص، من الزاويا إلى القصبة إلى المهجر، كل مرحلة لها بصمات من المعاناة و الأفراح و الأحزان.الإنقطاع عن الأم،الإنفصال عن القرية و مغادرة الوطن وحياة المهجر والمهاجرين والمصانع والاستعمار والحرمان وبداية الكفاح …شريف خدام أيضا هو كل حكايات العجائز و الأمهات التي حافظن على تاريخ المنطقة،من معارك وحروب وأسرار الحقول ومزارع التين والزيتون.
في محطة ورشة البناء في واد السمار تبدأ القطيعة، هناك يكتشف “سي شريف” عوالم أخرى.عوالم صنعت منه فنانا وشاعرا، كان شابا كتوما، خجولا، قليل الحديث لكنه يتأمل في أشياء توجعه، يلاحظ أمورا تزعجه، بين “زنايق القصبة” وشوارع المدينة الأوروبية أدرك الشاب حجم الفوارق والعنصرية والكراهية. لم يستسلم رغم المرض، المرض الذي حوّله “سي شريف” إلى سؤال فلسفي وجودي أطعم به شاعريته وفنه . لقد فقد شريف خدام أخاه البالغ من العمر 10 سنوات بسبب مرض الكوليرا.
ينتقل بنا سعدي عبر مختلف المراحل الفنية والسياسية لرجل من الهجرة، إلى قمة العطاء إلى العودة لأرض الوطن ومسارات أخرى في حياة الرجل من النضال السياسي والثقافي والهوياتي، و نظرة الرجل الشاعرية حول محطات ثقافية و فكرية صنعت تاريخ شخص وتاريخ وطن.
لشموت عمار 

مقالات ذات صلة

إغلاق