آراء وتحاليل

معريفافوبيا .. بقلم حمزة بركاني

يتصادف البشر يوميا مع عراقيل و مشاكل عند قضاء حوائجهم و تسيير متطلباتهم العادية والروتينية و يرتبط ذلك بالعقليات والذهنيات السائدة في كل بلد و موطن ويترتب عن ذلك إسقاطات عديدة ونتائج وخيمة إذا سلطنا الضوء على الحالة الجزائرية خصوصا والعربية الإفريقية عموما لإرتباط ذلك إرتباطا وثيقا بإرهاصات عديدة تاريخية و إيدولوجية وظروف واقعية حتمت على المواطنين بإختلاف رتبهم ومستوياتهم العلمية والمعرفية والمعيشية اللجوء المفرط لإستعمال المعريفة والواسطة والمحسوبية في جل المصالح تقريبا لدرجة مخيفة جدا لكنها تحصيل حاصل لما زرع هذا النظام الفاسد أولا ولما شب عليه الشعب ثانيا وهو يتحمل ايضا جزء من المسؤولية فيما يخص الإنهيار الخلقي و التربوي الرهيب فمنذ زمن ليس ببعيد كنا نستحي من البقشيش في مصر والقهوة في تونس والهدية في المغرب قبل أن يصبح ذلك عاديا ويتحتم عليك ذلك فوق طاقتك وجهدك إجباريا لدرجة أن أصبت بذهول عندما كنت في طابور انتظر دوري لشراء ما يشبه ساندويتش ليقوم البائع بتسليم شخص اجنبي عن الطابور طلبية مهيئة سابقا وعندما بدأ المعنيون بالإحتجاج أجاب المسير ان ذلك عاديا لأن المشتري معريفة ولا يليق به الوقوف في الطابور فكيف بالبلدية والدائرة والولاية والإدارات والمصالح المختلفة وووو اين نحن ذاهبون بهذه العادات السيئة والذميمة الدخيلة على المجتمع والدين و القاصمة لظهر العادات العميدة و الإيجابية لأن المعادلة واضحة اينما حل الحرام إبتعد الحلال وكل رشوة ومحسوبية وواسطة لها علاقة وثيقة وصريحة وثابتة مع علاقات المعريفة والجوار و القرابة والصداقة وإذا ضرب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا نعم فلقد فقدنا جميع مكتسابتنا الدينية واللغوية والأخلاقية و التربوية لصالح عادات مستوردة وهجينة أريد بها تهديم الأسس و القواعد السمحة للشعب لأنه أكبر مؤسسات الدولة أينما حللنا وإرتحلنا فهل لنا ان ننتبه و نستفيق لما ينخر قوتنا وعملنا ورزقنا ويرفع البركة والقبول منه وكأن به ربا والعياذ بالله هدانا و عافانا وإياكم….

مقالات ذات صلة

إغلاق