آراء وتحاليلالأرشيف

ذاهبون يا وطن..بعد أن أحرقت نار المشعل أيدينا !

نعرف كلنا بأن مئات الآلاف من الطلبة، يسعون لهجرة الجزائر كل عام.يريدون فرصا جديدة،حياة أفضل،حرية أكبر،ومستوى تعليمي  أحسن. لكن ورغم معرفتنا التامة بالوضعية إلا أن الصور التي إنتشرت اليوم كانت قاصمة للظهر،محزنة، ومعبرة عن فشل ذريع وتام للسلطة في مخاطبة الشباب،الذين إحترقوا برماد مشعل لم يستلّموه يوما، من شيوخ لا يسمعون الشباب، إلا عندما يتكلمون لغتهم الخشبية،القديمة، الجوفاء الفارغة من معاني وتحديات اليوم.

 

طابور لا ينتهي أمام المركز الثقافي الفرنسي

من الملام؟ أمام صور شباب يريد أن “يهجّ” من وطنه؟ من نلوم؟ البعض يلوم الشباب الهارب (أو الناجي بجلده)، يقولون له يجب أن تبقى، أن تناضل، “ترجّع خير بلادك”، أن تأمل  في غد أفضل  ألم يقل الوزير الأول أحمد أويحيى  منذ أيام  بأن الشباب مازال يأمل في بلده، مستشهدا بأحد أغاني شهيد الحب الشاب حسني.  الرد واضح، جلي،لا يدع أي مجال للشك. الشباب يغادر الوطن ،برا،بحرا،بوثائق أو بدونها،يخاطر بحياته في البحار،في طائرات أو في قوارب مهترئة، رجال ونساء ..المتغيرات كثيرة لكن الثابت واحد.هناك رغبة جماعية وفردية في البحث عن فرص جديدة ،عن حرية أكبر، عن آفاق أوسع، بعد أن ضاق “بلد-قارة” بأبناءه.

الملام هنا هو الفساد، المحسوبية في أبسط  الملفات، الملام هي مظاهر الثراء الفاحشة للمقربين من السلطة،  هي خطابات إستفزازية، هو تهويل وترويع للناس مع إقتراب كل قانون مالية جديد، الملام هي شاهدات جامعية  ضعيفة المستوى، و تعليم ينتج تلاميذ  يفكرون  بشكل متتطابق، يخافون الآخر، الملام هو الحكم  بإسم شرعية ثورية لا تريد أن تنتهي. كل هذا وغيره جعل الشباب يذهب بعد أن ملل من إنتظار المشعل دون جدوى.

 

 

مقالات ذات صلة

إغلاق