ثقافات

اليونسكو تصنفه ضمن التراث العالمي ..الكسكسي يجمع فرقاء السياسة على مائدة التاريخ

اعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة. “اليونسكو”، يوم الأربعاء، تصنيف وجبة “الكسكسي” بمثابة تراث مغاربي غير مادي، في مسعى إلى صون هذا الطبق الذي يحظى بانتشار كبير في منطقة شمال إفريقيا

بتصنيفها الجديد، تكون المنظمة العالمية اليونسكو قد اعترفت عالميا بعظمة هذا الطبق المغاربي المحلي الذي تجاوز الجغرافيا وعبر الحدود كي يكون رمزا لمنطقة وشعوب باكملها.

 شمال افريقيا وثامزغا تفتك اعترافا آخر بمكانتها الحضارية والتاريخ بفضل طبق الكسكسي العالمي النكهة بعد العديد من التطورات عبر الازمنة.

تاريخيا الكسكس يعود الى فترة قديمة حيث يؤكد خبراء ان تاريخ طبق الكسكسي يعود إلى الفترة 202-148 قبل الميلاد، حيث تم العثور على أواني طبخ تشبه تلك المستخدمة في تحضير الكسكسي في مقابر تعود إلى فترة الملك ماسينيسا البربري، الذي وحد مملكة نوميديا التي كانت تضم شمال الجزائر ومناطق من تونس وليبيا. كما سمحت عملية تنقيب سمحت عمليةبمنطقة “تيارت” في الجزائر بالعثور على بعض الأواني من بينها القدر المستعمل في تحضير الكسكس يعود تاريخها للقرن التاسع.  ويذكر المؤرخ ابن خلدون في مقدمته عن الكسكسي أنه مكون أساسي في تحديد مفهوم البربر أو الأمازيغ. 

موروث مشترك يمكن أن يعيد ترتيب البيت المغاربي بعدما انهكته الصراعات، وعامل اساسي في تحديد مفهوم التعايش والسلم هذا ان عرفت شعوب المنطقة وحكامها اهمية ان تجمع بينها مثل هذه الموروثات. 

هذا وكشفت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة في تغريدة لها على حسابها الرسمي أن ” الكسكس يدخل التراث العالمي، سأكرر دائما أنه ليس مجرد طبق، ولكنه نسق ثقافي وأسلوب حياتي، أنه طقس متجذر منذ قرون، في الأفراد والأقراح، في الاحترام والاحتفاء، في التضامن والدعم، وهو إشارة مبكرة عن التنوع الذي آمنت به ساكنة المنطقة، بتعدده وتنوعه”.

وأفادت وزارة الثقافة أن المنظمة الدولية للتربية والعلم والثقافة ” يونسكو” سجلت العنصر المتعلق بالمعارف والمهارات والممارسات المرتبطة بإنتاج واستهلاك طبق الكسكسي على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي.

وجرى تصنيف الكسكسي تراثا مغاربيا غير مادي، خلال الدورة الخامسة عشرة للجنة الحكومية الدولية للتراث غير المادي.

وجاءت خطوة التصنيف من قبل منظمة الأمم المتحدة، بعد تقديم طلب من أربع دول مغاربية، وهي المغرب والجزائر وتونس وليبيا، في مارس الماضي.

هي هكذا الامم تعرف من خلال نمط حياتها ومعيشتها، تساهم في بناء الحضارة الانسانية عبر ملبسها واكلها وصناعتها، ومساهمة الامازيغ والمغاربة كبيرة في اثراء التراث العالمي، والكسكس بهذا التصنيف الجديد سيكون مفخرة المطبخ المغاربي لاجيال قادمة.

طاوس اكيلال 

.

مقالات ذات صلة

إغلاق