آراء وتحاليل

خالد درارني ، مصطفى بن جامع ، سعيد بودور .. أسماء يعرفها البعض و يجهلها البعض الآخر … بقلم لمين مغنين

هؤلاء الأشخاص و هاته الأسماء تعود لشباب جزائريين عشقوا مهنة الصحافة و من قبل ذلك تعلموا حب هذا الوطن و الوفاء لشعبه دون غيره
لقد تمكنوا من تجاوز عتبة الإغراء و المساومة لقد صمدوا كثيرا و ناضلوا طويلا، نعم توجب علينا قول الحقائق د، هاته الأسماء من بين القلة الذين صمدوا في وجه كل أشكال التعسف و الضغوطات الفوقية هؤلاء لم يحيدوا يوما عن مسار الحياد بالصحافة في الجزائر و لم يثنهم شيء عن طريق الإرتقاء بمهنة نبيلة راودهم ذات 22 فيفري حلم تحريرها و الوصول بها لبر الأمان #خالد #مصطفى و #السعيد من أشرف و أنبل الرجال، نعم إنهم خير من يقترن باسمهم كلمة النضال
للأسف خالد اليوم يواجه مصيره المؤلم في غياهب سجن النظام الذي سجن به كل الإعلام، مصطفى يُمضي أيام أسبوعه في أروقة المحاكم بين القضاة و المحامين، السعيد لا يستقر و لا يهنىء من المتابعات القضائية لأنه تحدى الجميع و مارس مهنته بكل إخلاص.
أنا اعتقد انه من باب المسؤولية و من زاوية انصاف الرجال أن نشهد أن ما يقوم به الثلاثة يعتبر جد عظيم أمام انبطاح البقية.
و أنا أكتب هاته الكلمات بحسرة و أسف على أصدقائي يخالجني شعور قاتل و تساؤلات جارحة أين هم زملاؤنا؟ أين هم شباب و بنات الصحافة الذين خرجوا في ساحة الصحافة حين منعوا من الإشهار؟ أين هي شعاراتهم؟ أين هي كلماتهم؟ أين هي وقفاتهم؟ أين مقولتهم الممثلة في شعار صحافة حرة؟ أكانت مجرد ثورة من أجل المال؟ أكانت مجرد سعي على مصالح ذاتية ضيقة حققوا بها مطامعهم و رغباتهم؟ أكانت تلك المنشورات و تلك الحصص و تلك التدخلات خداع للشعب و نفاقا كي يزيد ملاك قنواتهم غنى فوق غناهم؟ و يزيد زملائي و واقعهم بؤس فوق بؤسهم؟ أكان كل ذلك نصرة لفساد جديد و إبحار في سفينة ظلم سميت بالجديدة بعد أن تهاوت أعمدة و نظم القديمة؟ أكان ما قام به زملاء المهنة خداع للشعب .. و إن كان العكس فلما صمت جميعهم عن سجن أصدقائهم؟ لما لم تر أعينهم المسيرات التي استمرت؟ لما لا يناضل أولئك لما توقفوا عن نقل الحقائق؟ لما حولوا الصحافة لمهنة إنشائية و وسيلة تكرارا و إملاء لما تقوم به السلطة؟ لما سكتت أصواتهم؟ لما جفت أقلامهم و صمت أذانهم و قست قلوبهم فصار الصحفي يُسجن و يُهان و يُتهم و يُشوه و يُخوّن و هم صامتون خانعون خاضعون ؟؟ أكل هذا في سبيل المال؟ أكل هذا في سبيل الإشهار؟ أكل هذا في سبيل أجر شهري؟ أفقد أصدقائي أيضا إيمانهم .. نعم إيمانهم بأن الله هو الذي يرزق وليس الإنبطاح للسلطة؟؟
و تراودني المزيد من الأسئلة كيف لنا أن ندافع عن الشعب كيف بنا أن نقول الحقائق كيف لنا أن نضحي بمهنة قدمت لنا كل شيء و لم نقدم لها أي شيء فمجرد تحقيق إستقصائي أو نقل موضوعي يكلف صاحبه السجن !!
كيف لنا أن نشيد دولة المؤسسات دولة القانون دولة الحريات دولة الديمقراطية دولة المساواة و أكبر سلطة مضادة في وجه الديكتاتورية و اكبر جهاز رقابي لعمل الأنظمة معطل من الفكر، مقيّد من طرف النظام، والجميع ساكت بحجة “ناكلو الخبزة و نضربوا النح ”
عذرا #خالد_درارني آسف #مصطفى_بن_جامع سامحني #سعيد_بودور سعيتم لتحريرنا، ربما لو سعيتم لإطعامنا لوقفنا معكم
#الصحافة_ليست_جريمة

محمد لمين مغنين

مقالات ذات صلة

إغلاق