آراء وتحاليلمجتمع

مأساة في قالمة بعد هلاك أربعة عشر شاب بسبب الحرقة و تجاهل السلطة لهذه الظاهرة

محمد لمين مغنين

قال تعالى “مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ”
يا ترى هل تعتبر السلطة السياسية في الجزائر مسؤولة بصفة مباشرة عن هلاك 14 شاب من أولاد قالمة في البحر؟ و هل يستحق أبناء الولاية المجاهدة هذا المصير في وطنهم بعد ان قدم أباؤهم ضريبة جد قاسية في محاربة المستعمر الفرنسي؟ إلى متى تستمر معاناة هذا الجيل؟

مع الأسف إنها حقيقة مرة و مؤلمة ففي ما يسمى الجزائر الجديدة لا قيمة لأرواح الجزائريين فمنذ أيام قليلة فقدت قالمة و الجزائر الأمل مرة أخرى في حياة كريمة على أرض وطنهم.

الرئيس يتكلم عن البطاطا و لكنه لا يحرك ساكنا للحديث عن وفاة أربعة عشر جزائري في أعماق البحار.

الحكومة تتكلم عن الحليب و الصولد و لا يحرك فيها وزير الشباب ساكنا للحديث عن هاته الظاهرة التي تنخر عمود الأمة الجزائرية و تهدد مصير أكبر فئة في المجتمع الجزائري.

قبل أيام قليلة ثارت ضجة إعلامية عن قيام مسؤول رياضي بتحية علم إسرائيل و لأننا نعيش أسمى معاني الإلهاء و الشعبوية لم يتكلم أحد أو يشر أن المسؤول المباشر لوزارة الشباب لم يدل بتصريح واحد حول وفاة أربعة عشر شاب حراق.

لازالت السلطة السياسية في الجزائر ترى في الشاب الجزائري مجرد لعبة تلهيه بأموال الرياضة و الكرة و المقابلات إلى حد أصبحنا نظن أنها تمثل شريك أساسي في نشر الإحباط و التشجيع على الحرقة
هل من المعقول أن نصرف الملايير و نخصص أكبر الميزانيات المالية لبناء الملاعب و التبذير على الأندية في حين يحلم الشاب بمنصب عمل و لو بسيط.

هل من المعقول رصد أموال هذا الجيل لإلهائه و تخذيره بدل تخصيصها لإتقاذه من الضياع الذي يعيش فيه.

هل من المعقول اننا و بعد سنة من حراك 22 فيفري ندير ظهرنا مرة أخرى لشباب أبهر الجميع بسلميته و وطنيته التي تجاوزت كل الحدود.
ماذا تنتظر السلطة اليوم في الجزائر للشروع في تشريح هذا القطاع بصفة مدققة و تحليل الظاهرة التي هي بمثابة إرهاب جديد في حق العائلات الجزائرية.
كيف لنا أن لا نجزء المشكل لمحاور و نحدد الأسباب و الأولويات و الحلول
لما لم يتم تأطير الشباب في مشاريع واضحة و مخطط دولة كل حسب منطقته ، لما لا يتم تشجيع الشباب في الصحراء و إحتواؤهم ضمن مشاريع سياحية كبرى
لما لا يتم فك الخناق عن الشباب في الولايات الداخلية و الهضاب عبر السماح لهم بالولوج للفلاحة و الرعي و إلى متى تظل حكرا على البارونات التي لم يتكلم عن فسادهم أحد لغاية اليوم فهل تقوم السلطة بمحاربة فساد الواجهة فقط كما تتبنى تغيير الواجهة دون أن تكون الحرب على الفساد سياسة دولة واضحة و على كل الأصعدة
متى يتم تأطير شباب منطقة القبائل ضمن مشاريع سياحية خاصة بالثقافة الأمازيغية و تلاحمها مع كافة المجتمع الجزائري و هل تظل الوحدة الوطنية مجرد شعار و ذريعة سياسية يستخدمها النظام للتفريق بين أبناء الشعب الواحد و للتكالب على منطقة طالما كانت في الطليعة للدفاع عن هذا الوطن
يا ترى متى ستنظر السلطة السياسية للشباب في الجزائر على أنه المصدر الرئيسي لخلق الثروة للدولة الجزائرية و المحرك الفعلي لتنمية حقيقة و جزائر جديدة.

 

مقالات ذات صلة

إغلاق