هل يشكل الكورونا أو covid 19 خطرا على الجزائر؟
طبعا، الكورونا يشكل خطر كبير جدا على الجزائر للأسباب التالية :
منظومتنا الصحية لا تملك الآليات و الامكانيات الاستعجالية و اللوجيستيكية الكافية على المستوى المحلي، غالبا ما تخضع الأمراض المعدية و المتنقلة لنظرية الجبل الجليدي iceberg theory ، فتكون الحالات المصرح عنها لا تمثل إلا العشر من ما بطن تحت سطح الماء، ففي حالة الكورونا و في حالة الشك أن المريض حامل للكورونا نستطيع أن نتخيل سيناريوهين:
– تردد الطبيب العامل على مستوى القطاع العام و الخاص، و المؤسسات الصحية الجوارية لإخضاع مرضاهم للكشف في المستشفيات خوفا من النتيجة السلبية، فيصبح الطبيب العام في نضر المريض غير كفؤ.
– من جهة أخرى المرضى سيتجنبون التقدم للمستشفى خوفا من العزل بسبب نقص الامكانيات وسيحاولون عزل أنفسهم في بيوتهم سرا.
قليل هم الدول في العالم التي اخذت بهذا الداء من الجانب البسيكولوجي و الاجتماعي، رغم ان مفتاح الازمة في سلوك اجتماعي مسؤول.
زيادة على هذا فغياب الكشف الفوري على المستوى المحلي، يصعب المهمة
فلكل هذه الأسباب أتوقع أن عدد الحالات اهم بكثير من العدد المصرح عنه.
ما هو رأيك في القرارات الأخيرة المتخذة من طرف الرئيس؟
إن القرارات الأخيرة لرئيس الجمهورية و وزارة الصحة في ما يخص غلق المدارس و الجامعات و تحديد التجمعات الرياضية و الثقافية و العلمية قرار مسؤول و في وقته إلا أنه غير كاف، قرارات وقائية شجاعة أخرى عليها ان تأخد في الساعات القادمة.
ما هي هذه القرارات؟
الغلق الفوري للمساجد طيلة الاسبوع و خاصة الجمعة، غلق الحدود البرية و الجوية، و بصفة مستعجلة الرحلات من و إلى فرنسا خاصة و جميع البلدان التي تعرف إصابات معتبرة بهذا الفيروس.
منع كل التجمعات التي تفوت 50 شخص و بصفة خاصة الاعراس.
توقيف المسيرات الاسبوعية للحراك.
تخصيص قاعات غزل و أسر خاصة على مستوى المستشفيات.
توفير أدوات الكشف الفوري على المستوى المحلي و وضع منظومة لنقل المرضى من مكان الفحص مباشرة إلى المستشفيات الخاصة و لو تحتم استعمال القوة العمومية.
اهم شيء من هذا كله أنه لا يجب تسييس أو أدلجة فيروس الكورونا، و أتكلم هنا عن توقيف الحراك و غلق المساجد، فالجزائر تواجه اكبر أزمة صحية في تاريخها منذ فترة الطاعون.
