الواجهةمجتمع

مالك بلقاسم : أكبر شيء حققه الحراك الشعبي هو صموده لغاية اليوم و سياسات السلطة و تبون مجرد إلتفاف على المطالب الشعبية

محمد لمين مغنين

أولا و بعد سنة من الحراك الشعبي في رأيكم ما الذي تحقق بعد الثورة السلمية التي عاشتها الجزائر سنة 2019 و ما الذي لم يتمكن الشارع من تحقيقه لغاية الآن ؟

أعتقد أن اهم شيء هو صمود الثورة لغاية الآن و إستمرار الحراك الشعبي الذي في تقديري الشخصي يمثل آلة للرقابة على الدولة و سلطة مضادة من شأنها تصويب القرارات و السياسات الخاطئة
أما فيما يخص سؤالكم الثورة حققت أكبر شيء و هو عودة الشعب الجزائري للعمل السياسي و حس المواطنة لكن مع الأسف التغيير الحقيقي لم نصل له لغاية الآن بفعل مقاومة النظام الجزائري الذي تمكن من تغيير واجهته السياسية بالمقابل حافظ على نواته الصلبة .
نحن على بعد ايام من الجمعة الأولى في عام جديد من عمر الحراك ما هي مطالب الشارع و ما هو مدى شرعيتها ؟
مطالب الشارع جد واضحة مشروع دولة جديدة بممارسات جديدة يسود فيها الفصل بين السلطات و إحترام صوت الشعب يريدون دولة ديمقراطية و عدالة سيدة في قرارتها لا تخضع إلا لسلطة القانون و إعلام حر نزيه يكون على مسافة واحدة من الأحداث ، المتظاهرون يريدون ايضا غلق تام لملف إسمه السجناء السياسيين من معتقلي الرأي و الراية الأمازيغية و أنا أجد هذا شرعي و جد منطقي و يمثل الرغبة الحقيقة لكل الجزائريين ممن يتطلعون لحياة كريمة و عيشة فيها انفة و حرية قبل كل شيء
السلطة السياسية في الجزائر مع الأسف إلى غاية اليوم تقوم بالإلتفاف على مطالب الشعب و لا تقوم إلا بمناورات و سياسات للإلهاء عبر محاولة شراء السلم الإجتماعي و في تقديري هذا يعتبر مجازفة حقيقية بمصير البلد ككل فمقاومة رياح التغيير التي أتى بها الحراك بدل الشروع في إصلاح جذري للنظام يعتبر أكبر دليل على أن هاته السلطة عقيمة و تسير بمنطق الأصم الذي لا يسمع و الأعمى الذي لا يرى
فكيف لنا أن نحيي الذكرى السنوية للحراك و أمثال كريم طابو و فوضيل بومالة لا يزالون في السجن لغاية اليوم هذا ظلم و إجحاف في حق من خرج ينادي بتحصين الدولة الجزائرية .
لا ننتظر الممارسات الرديئة و الفلكلورية عبر سن 22 فيفري كيوم وطني و لا ننتظر شعارات رنانة كجزائر جديدة كل هذا حق أريد به باطل ، نحن ننتظر ممارسات حقيقية للسير في إصلاح مؤسسات الدولة.

إلى متى تستمر المظاهرات في تقديرك ؟
المظاهرات مستمرة إلى غاية توفر الإرادة السياسية الحقيقة للتغيير التي تترجم بسياسات واضحة ، الحراك مستمر إلى غاية تجسيد كل معاني الحرية و الدمقراطية و الشفافية و أنا شخصيا أعتبر أنه من الغباء السياسي الشروع في بناء صرح حقيقي للدولة كالتي نادى بها الحراك و التوقف في نصف الطريق.

كيف تنظر لدور المؤسسة العسكرية في المرحلة السابقة؟
أنا على يقين أن الجيش ساهم في حماية الأمن القومي للجزائر و لازال لغاية الآن يؤدي دوره كاملا .
لكن بالمقابل ارتكب أخطاء سياسية فادحة فوتت علينا فرصة حقيقة لتنظيم استحقاقات رئاسية كانت ستكون تاريخية و مرجعية منذ الإستقلال مع الأسف مسار 12 ديسمبر منقوص للشرعية

هل فوز الرئيس عبد المجيد تبون كان له دور تهدئة الشارع؟
فوز الرئيس و الإنتخابات ساهمت في تهدئة فئة من الشعب الجزائري إنخرطت في ذلك المسار بأمل التوجه لعهد جديد و بدافع حماية الجزائر من التدخلات الخارجية و الفراغ المؤسساتي لكن هاته الفئة يوما بعد يوم يتجلى لها ان السلطة و الرئيس عاجزين عن إحتواء الأزمة التي تمر بها البلاد و لا يملكون العقلانية في التعاطي مع الشارع.

 

مقالات ذات صلة

إغلاق