آراء وتحاليل

كيف نتجنب التدخل الأجنبي.. بقلم خليفة حمادي

بكثير من القلق ومزيد من الغضب استقبل الشعب الجزائري تصريحات البرلمان الأوروبي بخصوص الجزائر واعتبروه تدخل سافر في الشؤون الداخلية الجزائرية.
لكن هل يكفي استدعاء ممثل الإتحاد الأوروبي وتقديم له احتجاج رسمي والتنديد الشعبي بهذا التدخل؟ أم يجب على علينا غلق أي نافذة قد يدخل منها الإتحاد الأوروبي أو أي جهة خارجية.
إن التعنت الذي تبديه السلطة اتجاه الحراك ومحاولة اخماده بكتم الحريات وسجن النشطين قد خلق حالة من اليأس ومن أحد ظواهره عودة الشباب إلى قوارب الموت. إن المضي في هذه السياسة يعتبر باب نفتحه للتدخل الخارجي وخاصة الأوروبيين الذين لا يقلقهم عدم تطبيق الديمقراطية في بلادنا مثل ما يقلقهم جحافل المهاجرين التي قد تتوجه إليهم إذا ساءت الأمور لا قدر الله ونجد أنفسنا وقد تداعت علينا الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها.
ولهذا بحت أصواتنا ونحن نطالب بإبعاد الجيش عن السياسة. فالعسكر لا يعرف شعرة معاوية، بالنسبة لهم المواطن المخلص هو كالجندي يسمع الأوامر فيطيع وكل معارض عبارة عن عدو خائن ومدسوس ومتحدي لهم وآخر الدواء عندهم هو الكي.
بسبب تدخل الجيش دمرت سوريا ودمرت ليبيا ودمر اليمن ودخلت مصر نفق مظلم وبإبعاده نأت تونس بنفسها عن هذه المآسي.
كل ما نطلبه من قيادة الأركان أن تبتعد عن وحل السياسة وتلتزم بمهمتها المقدسة في حماية الحدود من المخاطر التي تحيط بنا وتترك الأمر للفرقاء المدنيون نعم سيدخلون في جدال وفي تشنج و مهما طالت حالة الاستقطاب سيجدون السبيل للتعايش أعتقد أنه السبيل الوحيد لتجنيب بلادنا هذا الخطر الداهم.

الكاتب: خليفة حمادي

مقالات ذات صلة

إغلاق