آراء وتحاليلالأرشيف

بالأرقام/ ندرة أكثر من 150 دواء على رأسها الڨونتولين .. بقلم فضيل بومالة

دخلت الصحة العمومية في الجزائر مرحلة الاستغاثة. فحسب رؤساء المصالح وعدد كبير من الأطباء ومن خلال تعاملي شبه اليومي مع المستشفيات عبر الوطن، يتضح أن قطاع الصحة لم يعرف كارثة أكبر وأخطر كالتي يشهدها منذ السنوات الخمس الأخيرة.

وفي الوقت الذي يواجه فيه النظام مطالب الأطباء المقيمين المشروعة بعصي الشرطة ولا كفاءة الوزارة الوصية، يعاني الأطباء والصيادلة والمرضى،كل في وضعه، من أزمات حادة.
أعداد هائلة من مرضى الربو Asthme يترددون يوميا على الاستعجالات والصيدليات بحثا عن بخاخات الڨنتولين Ventoline التي تعرف ندرة قاتلة منذ أكثر من شهر مما اضطر المرضى ممن تسمح لهم الإمكانيات بطلبها من باريس أو تونس أو التدخل لدى ذوي النفوذ للحصول على علبة أو علبتين.مأساة حقيقية!
ومن باب التذكير فإن حوالي 12 مليون جزائري يراجعون طبيبا مختصا في أمراض الصدر والحساسية سنويا. وتشير آخر تقديرات الجمعية الجزائرية للأمراض الصدرية أن أكثر من 1,5 مليون جزائري يعانون من الربو وهو ما يعادل 6% من الكبار و10% من الأطفال. غير أن الجمعية الجزائرية لطب الاطفال تعتقد أن الرقم بين المرضى من هذه الفئة العمرية أكبر بكثير لان تشخيص المرض يصعب في ما قبل 5سنوات. وتأتي أمراض التنفس من بين الامراض الثلاث الاكثر خطورة(من حيث معدلات الوفيات) بعد أمراض القلب والأوعية الدموية. وفي آخر تقدير، بلغت الوفيات بالربو 4 يوميا.
وفي دراسة علمية بعنوان” تطور أوجه مرضى الربو بالجزائر العاصمة” من إعداد الاستاذين م.مخلوفي و م. ڨيرينيك من قسمي الأمراض الصدرية واستعجالات الجراحة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي والمتشورة بمجلة Revue des Maladies Respiratoires(ع 33، 2016،باريس)، كشف الباحثان أن دراستهما امتدت على مدى سنتين من 1 أفريل 2013 إلى 31 مارس 2015 وشملت عينة عشوائية بلغت 20 606 حالة مفحوصة. من مجمل العينة هذه،بلغ مرضى الربو 5874 حالة أي 28,51%. 56% من الحالات كن نساء معدل عمرهن 37 سنة. 88% من تلك النسوة كن يعانين من عجز تنفسي غير أن 56% منهن فقط كن يتابعن علاجهن لدى طبيب مختص.
الڨونتولين هو “الدواء” الوحيد الذي تلجأ إليه غالبية مرضى الربو للتخفيف من حدة أزماتها التنفسية والتي يمكن أن تؤدي للاختناق، دواء مستورد اي لا تنتجه أيا من شركات الأدوية الجزائرية والأجنبية في الحزائر ولا بديل عنه في الصيدليات حسب جمعية الصيادلة الجزائريين. ما معنى ذلك؟
معناه أن المرضى متوقفون على مستورد أو مستوردين وعلى برمجة الاستيراد التي غالبا ما تكون متأخرة على مستوى وزارة الصحة.
صحة شعب بأكمله مرهونة بمستورد من شبكات الاحتكار التي تدور في فلك عصب وعصابات النظام أو ببيروقراطي تافه يشرف على تراخيص وبرمجة نومونكلاتورا استيراد الأدوية.
فضيل بوماله

مقالات ذات صلة

إغلاق