آراء وتحاليل

الجزائر الجديدة 22.. بقلم رضوان بوجمعة

ستعرف الجزائر الجديدة سعادتها و إقلاعها الحضاري بثورة ثقافية كبيرة، تتحول فيها شوارع الجزائر و فضاءاتها العامة إلى حلقات للنقاش و للفرق الموسيقية بطبوعها المختلفة، و مجالا للإنشاد الديني و الوطني، وإلى متاحف و مسارح ومكتبات وقاعات سينما مفتوحة على السماء، و في ذلك ستولد جزائر التسامح و الهوية التي تبني الأمة و الدولة.

بداية الثورة الثقافية تبدأ بإلغاء وزارة الثقافة التي أكدت مختلف التجارب أنها بيروقراطية كبيرة، خدمت السلطة و شبكاتها و أحزابها، و ‘نخبها’ المغشوشة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، مقابل زرع ثقافة عبادة الشخص الواحد التي تهدم كل من لا يؤمن بها و التي تلغي عبقرية الشعب و تاريخ الأمة و ثقافة الدولة.
‘النخب’المغشوشة عملت بصفة المستشارين مع وزراء الثقافة ووزراء أخرين، وهم من تيارات ايديولوجية مختلفة، لم يؤلف بين قلوبها لا الجزائر و لا الإسلام و لا العروبة و لا الأمازيغية، و لا محمد بن عبد الله و لا ماركس و لا بن باديس، لكن جمعهم حب السلطان و الريع و الاستفادة من ملايير الدولارات التي بذرت باسم الثقافة، فالكثير من هؤلاء من المفرنسين و المعربين و المتاجرين بالأمازيغية و الإسلام، استفادوا من ملايير الدينارات من نشر الكتاب و الكثير منهم يملكون دور نشر، وكل دار نشر تملك شبكات من المدافعين عنها و لها امتدادات في الإدارة و الأحزاب، كما أن هؤلاء ‘المثقفين’ سافروا للكثير من بقاع الدنيا بمعربيهم و مفرنسيهم في تظاهرات ثقافية إلى الخارج في وفود رسمية، و تمتعوا بأموال الشعب بكل الملذات، التي تكون قد قلصت من حرمانهم المرضي ، الذي كثيرا ما ترجم في أعمالهم الروائية و الشعرية و الأدبية، فهؤلاء سافروا مع خليدة و لعبيدي و ميهوبي وغيرهم، وكانوا يتحاربون هنا على صفحات الجرائد و على شبكات التواصل الاجتماعي لخلق المريدين، و لتطعيم شبكاتهم، هؤلاء تجمع بينهم صالونات وفنادق و مطارات الدنيا من دمشق إلى الرباط وتونس و باريس ولندن ووو
كما أن هؤلاء استفادوا و استفادت دور نشرهم من ملايير الدينارات من طبع الكتاب المدرسي وفي هؤلاء أسماء اكبر البعثيين و اكبر المفرنسين و أكبر المتاجرين بالدين المتشدقين للوطنية.
الجزائر الجديدة ستبني هيئة ثقافية كبرى تدير الشأن الثقافي تضم كل الأجيال و كل التيارات و بمساواة بين الجنسين، لا يقصى فيها أحد إلا الذين كانوا من المستفيدين من جزائر الفساد و الاستبداد من كل التيارات و الذي يحبون المال حبا جما و يكرهون الجزائر المتنوعة لأنهم من أكبر منتجي العنصرية الاجتماعية، وحينذاك فقط تكون الثورة الثقافية الحقيقية التي تعترف بالتنوع و تبني الدولة و الأمة.
الجزائر في 15جوان 2019
تحرير و تصوير رضوان بوجمعة

مقالات ذات صلة

إغلاق