آراء وتحاليل

روبورتاج “الجزائر حُبّي”.. عندما يُغيَّب الصحفيون في الداخل فحتما سيُحرِّف الصحفيون من الخارج

بقلم محمد لمين مغنين

فرنسا كانت أكبر مستفيد من فساد السلطة السياسية سابقا، وأكبر سوق لتهريب رؤوس الأموال، وأحد أكبر المستفيدين من مصانع تركيب العجلات التي نهبت احتياطي الصرف الجزائري، فكيف ينتظر البعض تقرير إعلامي يحكي واقع الحراك الشعبي الحقيقي الذي هدم بنيان اقتصاد فرنسا وأغلق في وجهها ريع الجزائر؟

صراحة تطاول بعض القنوات الفرنسية على الحراك الشعبي الذي غير كل أوراقها وحساباتها السياسية في الجزائر أمر طبيعي جدا.

لكن المؤسف والمحزن حقيقة، أننا ننتظر اليوم كجزائريين قنوات أجنبية للحديث عن أمر داخلي وثورة سلمية سياسية يقود ملحمتها أبناء الشعب الجزائري.

المحزن يكمن في واقع الإعلام والصحافة المرير بالجزائر، فمنذ أشهر عديدة امتنعت كل وسائل العمومية والخاصة عن تغطية الأحداث اليومية والمسيرات الحاشدة التي يشارك فيها المواطنين الجزائريين.

قبل أن نلوم قناة أجنبية على تقرير مزيّف كاذب يهاجم الحراك، الجدير أن نطرح التساؤل: هل هناك قناة خاصة أو عمومية قامت بعمل خاص توثّق فيه الحراك الشعبي؟

قبل أن نهاجم القناة الفرنسية بسبب الوجوه التي تمت استضافتها علينا طرح تساؤل آخر، هل تستضيف القنوات الجزائرية الوجوه الشابة والفاعلة في الحراك ؟ هل يتم السّماح للأصوات المعارضة بشرح توجهاتها؟ هل يتم فتح منابر للإستماع لشباب برج بوعريريج وأدرار وتلمسان وعنابة والبويرة والعاصمة وباقي ولايات الوطن، ممن يرفضون سياسات النظام على الأقل لفهم تصوراتهم؟ هل هناك فضاء حقيقي للتعبير؟ أين هم نشطاء الحراك كطابو و سمير بلعربي، أليسوا في السجن؟ و في الختام.. أين هو الصحفي خالد درارني؟

الخلاصة،  قبل أن نتهجم على الغير لأنه لم يمدحنا يجب أن نعرف بأنّنا فرطنا جميعا في حراك 22 فيفري ورسالته الصادقة الطاهرة التي جاء بها،  فرطنا جميعا في معتقلي الرأي و قبلنا بالتعتيم على الشعب وسكتنا عن غلق الصحافة فكيف نريد اليوم من الغير أن ينصفنا ؟

 

مقالات ذات صلة

إغلاق