آراء وتحاليل

من مخفر للشرطة لمخفر للشرطة إلى مخفر آخر

يكتبها الدكتور مراد ناهي

نفسها الصورة ونفسها الطريقة، فمن خرجة 12 أوت بالعاصمة، إلى خرجة 08 سبتمبربقسنطينة، إلى خرجة اليوم ببجاية 15 سبتمبر 2018، تغيرت المدن والمعالم ولم تتغير المنهجية، حصار، مراقبة، انتشار أمني رهيب، قمع، ضرب، سحب هواتف، حشو مركبات الشرطة واقتياد لمخافر الشرطة.
هو ما عاشه أفراد حركة مواطنة مباشرة بعد نزولهم إلى الشارع على الـ 10 والنصف صباحا، بغية لقاء من كان ينتظرهم من مواطني بجاية الذين اصطفوا في الضواحي، ليشرحوا لهم إعلان مبادئ حركة مواطنة وأسباب نزولهم ضيوفا في مدينتهم.
الجديد في بجاية اليوم، هو العنف الشديد والغير مبرر الذي كان من نصيب المحامي صالح دبوز الذي وجد نفسه ملقى على الأرض كليا في حالة إغماء، بعد تدافع عناصر الشرطة عليه، والذي نقل على جناح السرعة إلى أحد المراكز الطبية بالمدينة، بعد أن تعذر إسعافه في عين المكان، وهو نفسه الذي وجه بعدها مباشرة إلى مخفر الشرطة بالمدينة لينظم إلى زملائه هناك.
نفس المصير لاقاه السيد مراد ناهي من جيل جديد الذي مزقت ثيابه العلوية واقتيد مغلغل اليدين داخل مركبة الـ بي أر أي، بعد أن قاوم محاولة اخذ هاتفه النقال منه بالقوة، ليلتحق بزميليه الذين كانا بنفس المركبة، نور الدين نباب الذي كان مغلغل اليدين أيضا، ومحمد زغيلش الذي أخذ ضربة على رأسه.
في نفس الأثناء قامت عناصر أخرى من الشرطة بحشو مركبة الفيتو بكل من السيدة شفيقة والسادة أمين عريب، مهدي جابري، أنيس حمايدي، وليد حجاج وبدهوش فارس من حزب جيل جديد، وأمين بفدال من حزب الإتحاد من أجل التغيير والرقي، ونزيم لرباس من حزب نداء الوطن، أين تعرض بعضهم إلى ضربات من هنا وهناك، ما تسبب في شبه اختناق للسيدة شفيقة، وظهور أعراض إعياء على أمين بفدال، الذي تم حقنه فيما بعد بمادة الأسبرين.
هذا، وقد أعتقل كل من السيد جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد، والسيدة زبيدة عسول، رئيسة حزب الاتحاد من أجل التغير والرقي وتم تحويلهم، لتنتهي الخرجة التي كان من المفترض أن تكون بشوراع المدينة، داحل أروقة مخفر شرطة المدينة.
بعدها، وبذات المكان،أخذت معلومات أفراد حركة مواطنة، كان من بينها أسئلة حولما إذا استفادوا من بعض الامتيازات كقروض الأنساج والسكنات الاجتماعية والدول التي زاروها، ليتم بعد ذلك عرضهم على طبيب، استقدم خصيصا لذلك، قام بمعاينتهم.
بعد تلك الإجراءات الماراطونية، التي دامت قرابة الـ 3 ساعات، أفرج على جميع المعتقلين، وأجبروا على مغادرة مدينة بجاية تحت المراقبة الأمنية التي لم تغب عنهم حتى المتر المربع الأخير للولاية، والتي تناوبت عليها دوريات مختلفة بين الأقاليم، إلى غاية حدود ولاية البويرة.
د. مراد ناهي

مقالات ذات صلة

إغلاق