“إن التصنيفات الحزبية في الجزائر من حيث اليمين واليسار والوسط ولواحقها وكذا المرجعيات المعروفة بالوطنية والإسلامية والعلمانية لا تحمل، في الحقيقة،أي فكر سياسي وتقتات من الشعارات وأحكام القيمة لاغير وما تتلقفه خارج الوطن من شذرات.وقد أثبتت جميعها أنها فعلا ليست مؤسسة على إيديولوجيات لها أدبياتها الفلسفية وبرامجها السياسية.إنها،غالبا، ما تلاقت بل وانصهرت في وعاء السلطة على مدار ربع القرن الأخير.وهي في ذلك نِحَل أربع: أحزاب من صلب النظام الأمني السياسي وثانية هجينةوواجهة وثالثة مكلفةبمهمة ورابعة على هامشي السلطة و المعارضة معا.
وبالنظر لكل ذلك، نحن بحاجة ماسة اليوم لإعادة اختراع “السياسي Le politique” وبناء مدارس فكرية اجتهادية جادة أيا كانت اتجاهاتها حتى نؤسس لنظام سياسي جديد.نظام يقطع مع إرث الفساد والانسداد ويعطي معاني ومآلات مستقبلية بدل الماضويات القاتلة التي تحاصرنا فكريا ودينيا وسياسيا واقتصاديا. هكذا،برأيي، تولد الأحزاب حقا وتصبح مدارس للمواطنة وهكذا نضع بجدية خطوتنا الأولى باتجاه ميلاد المجتمع والدولة الحديثين”.
فضيل بوماله
