الأرشيفثقافات

بلعيد عبد السلام:الإبراهيمي حذف رسائل مناهضة للثورة من أرشيف مجلة البصائر

يعيدنا الوزير الأول السابق بلعيد عبد السلام  في إصدار عن دار الخطاب ،الى البدايات الأولى لنشأة الدولة الوطنية وأهم الخيارات الاقتصادية والسياسية التي تم  الإعتماد عليها حينها  من طرف  صناع القرار ، فبعد موجز تاريخي عن الطفولة و أصل العائلة التي استقر فيها الوالد في عين الكبيرة  في ولاية سطيف، و الخطوات الاولى في النضال السياسي في الحركة الوطنية عبر حزب الشعب الجزايري، يقدم الكاتب آراءها كما جاء في العنوان “Des réflexions” عن أحداث تاريخية هامة كان بلعيد عبد السلام شاهدا أو فاعلا فيها.

 حيث يتقاسم مع القارىء وجهة نظره عن تلك الأحداث، بداية من إعتلاء بن بلة سدة الحكم عبر تحالفه مع جيش الحدود بقيادة رئيس الأركان هواري بومدين يعبر فيه السيد بلعيد عبد السلام عن التزامه بشرعية المؤسسات الثورية ممثلة في الحكومة المؤقتة. ليأتي بعدها الدور على  “التصحيح الثوري” أو انقلاب جوان  حيث نلاحظ نوعا من  الحياد السياسي  من طرف  الكاتب ، فرغم معارضته السلمية لابن بلة  لكنه لم يتحمس كثيرا لانقلاب   الهواري بومدين .

إختار الرئيس الهواري  بومدين، بلعيد عبد السلام   لتولي وزارة الصناعات الثقيلة ،خيار لا يزال يراه انه الأفضل  رغم الاعتراضات و الانتقادات التي حسب الكاتب كانت تصدر من الدوائر الفرنسية ، يدافع  عبد السلام عن الثورة الزراعية التي لاحقتها اننتقادات واسعة خاصة بعد رحيل بومدين ، كما يرجع بلعيد عبد السلام  الإحفاق الذي ميز هذه الثورة الزراعية ،إلى العامل الهيكلي و البشري و ليس الاختيار الايديولوجي لتوجهات الصناعية او الزراعية .

يخصص الكاتب فصل من عدة صفحات يتناول فيه رؤيته للحركات الإصلاحية مثل فرحات عباس و جمعية العلماء المسلمين ، انتقد فيه بقوة توجهات تلك الحركات ازاء “PPA mtld “و خيار الثورة ثم يعرج إلى محاولة تزوير التاريخ من طرف جمعية العلماء المسلمين عبر شخص طالب الإبراهيمي الذي خصص له أيضا فصلا كاملا تحدث عن بداية نشاطه النضالي في باريس أين كانا زملاء في جامعة باريسية لدراسة  الطب الى غاية استوزاره في التربية و التعليم و الاتصال و الثقافة،أين ترك طالب الإبراهيمي لمساته الخاصة في اعادة قراءة تاريخ الحركة الوطنية و جذور ثورة نوفمبر و التحريف الذي حدث  لصالح جمعية العلماء المسلمين ، كما قام الابراهيمي بحذف رسائل  الجمعية المناضهة للثورة من أرشيف مجلة البصائر حسب الكاتب.

 كما وقف الكاتب على محطات أ خرى  كأحداث أكتوبر ، ظروف تعينه كرىيس ااحكومة بعد اغتيال المرحوم بوضياف نجد في هذا الفصل علاقاته مع احمد غزالي و محمد بوضياف ، و دواعي استقالته من رئاسة الحكومة بعد ادراكه لإستحالة تمرير افكاره حول l’économie de guerre.”إقتصاد الحرب ” رافضا محاولة  إجباره  على التوقيع مع صندوق النقد العالمي .

الكتاب  يمتلك قيمته تاريخية و سياسية و إقتصادية فهو يتناول بعض المسائل و الخيارات التي شكلت سجالات و نقاشات على طوال الفترة السابقة و هو مهم لمن يريد السماع من أحد الفاعلين حينها.

لاشموت عمار

مقالات ذات صلة

إغلاق