آراء وتحاليل

شكراً سيد ترامب .. بقلم فاتح ين حمو

القدس، فلسطين، أرض الرسالات ، مسرى خاتم الأنبياء، سَمِها ماشئت ستبقى هذه المنطقه محوراً هاماً عقائدياً، سياسياً، إجتماعياً، إقتصادياً، هي قضية محورية، مفصلية وجوديه، لن تموت أبداً حتى وإن مرضنا، أو تخاذلنا، أو إختلفنا، وتقاتلنا، فهي الحياه التي نحيا بها ، وهي التي تُخرجنا من دائرة الذل والهوان إلى فضاء العزه والشموخ.
كل نتيجة لها شواهد ومقدمات، ودلالات تدل عليها، أو تؤدي إليها، و القضية لها تاريخ طويل من الخنوع، حيث قال أحد زعماء العرب المشاركين في مؤتمر السلام بباريس سنة 1919 بمايلي (نحن العرب ولاسيما المهذبون منا، ننظر بتعاطف عميق إلى الحركة الصهيونية، حيث يعترف وفدنا هنا في باريس بكامل المقترحات التي قدمتها الحركة الصهيونية في مؤتمر السلام…..)هذه إحدى الشواهد التي كُشف عليها مؤخرا والتي كانت منذ حوالي مائة عام تقريبا، هنا تُقر انه لا يختلف اثنان على أننا تخاذلنا وتقاعسنا، وركنا على جنب، في ما يخص نصره فلسطين رغم محدوديه خياراتنا كشعوب ونُخب ، كما أننا نتفق ان لحكامنا السابقين والحاليين وربما اللاحقين، مسؤليه كبيرة في ما آلت ، أو ستؤول إليه الأوضاع في فلسطين، وهذا واضح في التصريح أعلاه كما لا ننسى أن السلام عند حكامنا خيار استراتيجي و وحيد، فالكل يدرك أن أكبر سبب في خيباتنا هو عدم قدرتنا على إختيار حُكامنا(سواءا تقاعساً أو جبراً، والانقلابات على الشرعيه في _مصر_الجزائر_غزه خير دليل)فالأنظمة القطرية على ممر السنوات الماضية ظلت تعتبر الشعوب قاصرة وغير مؤهلة لإختيار من يُمثلها في الحكم، وراحت اغلب الأنظمة تُشاطط في غيها و تجاهد من أجل البقاء في الحكم بنفس الأشخاص و الأسباب وتتخذ في كل زمن شكل إلا أنها اشتركت في خذلان القضية الفلسطينية ،بالاضافة إلى ذلك برز للوجود في أواخر القرن الماضي مايسمى ب(عمليه السلام) التي قسمت الوطن العربي بنخبته، ومواطنينه إلى مؤيد ومعارض،وبروز حل الدولتين، و الأرض مقابل السلام، و مقوله فلسطين للفلسطينيين، كل هذه الظواهر والمسميات كانت تصب في صالح ما يُسمى بـ( إسرائيل) و من سارَ في ركبها وكل هذه العناوين الفضفاضه لم تمنع آله القتل عن الفلسطينيين، بينما كان يعتبرها حُكامنا طوق نجاة لأن القضية الفلسطينية أصبحت تُشكل عبئاً كبير بالنسبه لهم.
شكرا السيد ترامب على الاعتراف بالقدس هي عاصمه لدوله الاحتلال الإسرائيلي، فالقدس بسببها فشلت مفاوضات كامب ديفيد سنه 2000 م، و بسببها انقلب العالم رأسا على عقب،و تعثرت مفاوضات كثيرة ما من مره، و هلك على اسوارها جبابره كُثر.
شكرا السيد ترامب على أنك وضعت حد للعبث الذي يُسمى بعملية السلام التي وصف شمعون بيرس إحدى إتفاقياتها (اتفاقية أوسلو التي تم التوقيع عليها في سبتمبر 1993) بأنه ثاني أكبر إنتصار في تاريخ الحركة الصهيونية.
شكرا لك علي اخراجك قضية فلسطين من أيدي المتأمرين، والمتواطئين، والمفرطين في حقوق الشعوب العربية والإسلامية في فلسطين، حيث بقرارك هذا لن يكون هناك عذرًا لأي مفاوضات،ولا ترتيبات، ولا تنسيق ولا هم يحزنون،و لقد سقطت مقوله فلسطين الفلسطينيين، فلقد رجعت القضيه لحاضنتها الشعبيه الإسلامية.
شكرا السيد ترامب على أنك جعلت الشعوب العربية والإسلامية من المحيط إلى الخليج تخرج عن بكرة أبيها منددة بمافعلت رغم التضييق الذي مارسه حكامنا الا اننا كسرنا حاجز الخوف ، وماكان لحاكم منهم أن يخرجهم كما فعلت.
شكرا لك على توحيد الموقف الفلسطيني بين الضفة والقطاع، وجعلت روح الانتفاضة تخيم على الأرض المقدسة في فلسطين الحبيبة، أرض الرباط والمرابطين أين سيرجع للمقاومة بريقها، وتتصدر أولويات الشعوب الاسلاميه.
شكرا لك على إنك جعلتنا نعيد حساباتنا، نُراجع أفكارنا، نتصالح مع ذاتنا، نرتب أولوياتنا،ونجعل على رأسها القضية الأم، قضية كل الأمة الاسلاميه، وكل أحرار العالم، دون أن ننسى جرائمكم في كل الأقطار العربيه والاسلاميه قديمها وحديثها.
شكرا لك على إنصافك لكل من خالفكم ولم يدخل يومآ في زمرتكم، ولم يتواصل معكم، ولم يؤمن يومًا بكلامكم عن السلام ولا مفاوضاتكم، ولكن أمن بأن ما أُُخذ بالقوة لا يُسترجع إلا بالقوة، والحرية تؤخذ ولاتُعطى.
في الاخير أنا أؤمن انه بعد وعد بلفور و وعد ترامب، حتما سيأتي وعد الله،على أيدي رجال لا يقبلون الدنيا في دينهم و وطنهم ولا ينزلون أبداً عند رأي الفسدة، شعارهم لا إله إلا الله محمد رسول الله .

بقلم فاتح بن حمو

مقالات ذات صلة

إغلاق