وطني

العنف في الملاعب .. إلى متى ؟

 

مع اقتراب جولات الحسم من البطولة الوطنية على اختلاف مستوياتها يشتد صراع التتويج وحسابات الصعود وضمان البقاء ، وبقدر المنافسة والندية في الميدان ستتصاعد حمى النتائج بالمدرجات وهو ما يبعث على الخوف من تجدد موجة العنف في الملاعب من جديد وهي التي تكررت في أكثر من مواجهة في الأسابيع الأخيرة فبملعب 8 ماي بسطيف مثلا بمناسبة لقاء الفريق المحلي ضد مولودية الجزائر وقبلها ما حدث بين جماهير إتحاد خنشلة واتحاد الجزائر ومؤخرا بعنابة بمناسبة ثمن نهائي كأس الجمهورية في المواجهة التي جمعت إتحاد عنابة بشباب قسنطينة ، ما ينذر بأن موجة أعمال الشغب والعنف أن لم تجد من يوقفها ستجتاح الكثير من الملاعب ما يجعل الرابطة الوطنية والاتحاد الجزائري ملزمين باتخاذ إجراءات استباقية وأخرى عقابية لفرض الانضباط ومنع الانفلات في ظل تصاعد حجم العنف ، وحتى اللاعبون ملزمون بضبط النفس حيث يمكن لحركة أو كلمة من لاعب أن تحول أرضية الميدان ومدرجات الملعب إلى حلبة صراع وكمثال بسيط كان يمكن لتصرف مدافع شباب بلوزداد سفيان بوشار في لقاء وفاق سطيف لحساب الجولة 22 من الرابطة المحترفة أن يشعل فتيل العنف ومثل هذه المشاهد كثيرة ومتكررة تحدث كل أسبوع وهذا ما تلقفته كاميرا البث المباشر دون الحديث عن المباريات الأخرى ومنافسات الأقسام السفلى ، وعليه فإنه على الرابطة أن تضرب بيد من حديد وتفرض العقوبات بالشكل الذي يجعلها عبرة لبقية اللاعبين .
بالإضافة إلى كل هذا فإن مواقع التواصل الاجتماعي تتحول في بعض الأحيان إلى وسيلة لشحن الأنصار وتحمل تهديدا ظاهرا ومبطنا يسبق المباريات خاصة في اللقاءات المصيرية فيجعل من المواجهات معركة مفتوحة بين الأنصار .
أصبح من الضروري الاستعانة بالتكنولوجيا وتثبيت كاميرات المراقبة في الملاعب على الأقل في الرابطة المحترفة كمرحلة أولى ورقمنة التذاكر لتسهيل الوصول إلى من يسبب في أعمال العنف ومعاقبتهم باشد العقوبات حتى وإن وصلت إلى حرمانهم من دخول الملاعب بشكل نهائي.
الكل مطالب بتحمل مسؤوليته بداية برؤساء الفرق والمسيرين الذين تسهم تصريحاتهم هم أيضا بشكل أو بآخر فيما يجري ، فكرة القدم متعة وفرجة وتنافس شريف فإن خرجت عن هذا الإطار فإنها ستتحول إلى عبء وعار يلاحق النوادي الجزائرية وعلى الجميع تحمل المسؤولية والعقوبات القاسية وحدها من ستغير الوضع وتعيد الهدوء إلى المدرجات.

مقالات ذات صلة

إغلاق