ثقافاتوطني

بعد أكثر من قرن من الزمن أيقونة الحب العذري “حيزية” تخلق أزمة بين الكتاب الجزائريين

بعد 150 سنة من وفاة حيزية وبعد مرور اكثر من قرن عن وفاة الشاعر بن ڨيطون وحبيب حيزية المدعو سعيد هذا الثلاثي الذي اقترنت اسماءهم بقصة حب بدوية ظلت ترويها أجيال وأجيال وكانت محل اهتمام الجميع

ليقرر بعد قرن ونصف القرن من الزمن .الروائي واسيني لعرج الإهتمام أكثر  بالقصة التي تعتبر ايضا ايقونة قصص الحب مثلها مثل قصة قيس وليلى وعنتر وعبلة وحتى روميو وجولييت في الغرب

فقصة حيزية عرفناها منذ نعومة اظافرنا سواء من خلال حكاية كانت ترويها لنا جداتنا  او فيلم او حتى اغنية أداها كبار المطربين الجزائريين على غرار خليفي احمد وعبد الحميد عبابسة وحتى المطربين الشباب .بتفاصيل الحب الطاهر والعفيف دون الدخول في تفاصيل أخرى .

واسيني لعرج رغب في نبش الماضي والبحث عن حقائق اخرى بصفته كاتب وروائي قصد تحويل القصة الى رواية ولكن هو يقول أن سعيد ليس هو الشخص الذي أحب حيزية وعشقها بل ان الشاعر بن ڨيطون هو من كانت تجمعه علاقة غرامية مع هذه الأخيرة اي من كتب القصيدة هو نفسه عاشق حيزية  رغم ان الروايات تقول عكس ذلك وتقر بأن  سعيد ابن قبيلة حيزية وقريبها  هو من قصد الشاعر بن ڨيطون بعد وفاة هذه الأخيرة عن عمر يناهز ال23 سنة . حتى يكتب له قصيدة ترثيها .

وواصل واسيني ان شخصية سعيد وهمية استعملت للتمويه حتى لاتكشف هوية عاشق حيزية وهو بن ڨيطون حسب هذا من جهة ومن جهة أخرى كشف ذات المتحدث في تصريح لقناة خاصة قبل أشهر ان الشاعر بن ڨيطون كان معروفا بتوجهاته الدينية والصوفية .وأن وصف حيزية بتلك المواصفات الدقيقة الحسية والجسمانية لها تفسير واحد وهو انه مارس معها طقوس جسمية وحسية وجسدية والتي ترتب عنها وقوع حيزية بالحمل .

الأمر الذي احدث بلببلة في اوساط المؤرخين والمهتمين بالتراث الشعبي .معتبرين أن هذه القصة التي لم يذكرها اي مؤرخ مهته بالتراث الشعبي سابقا  ولا تطرق اليها ولم يؤكدها ولم تدون ولم يؤكدا احد ممن عايش تلك الفترة ما قاله اليوم واسيني بعد 150 سنة

الا ان واسيني لعرج اكد انه استنبط الحقيقة من عجوز تقطن بالمنطقة المسماة سيدي خالد .مسقط راس حيزية ومدفنها . حيث روت له القصة الحقيقة لحيزية على حد قوله.

وقد تعرض والروائي الى انتقادات عديدة اهمها تلك التي تتعلق بشرف القبيلة وشرف حيزية على وجه الخصوص كونه انتهاك لحرمة سيدة ميتة دون دلائل مادية متهمين اياه انه استعمل خياله الأدبي واستند على كلام سيدة طاعنة في السن مشكوك في مصداقيتها خاصة وان خاتمة حيزية حسب رواية العجوز والتي جاءت على لسان واسيني لعرج  لم تكن بسبب حمى أصابتها بل  قد تم تسميمها خلال فترة تنقل القبيلة من منطقة تسمى ” بازا سكرة” بالعلمة متوجهين الى بسكرة وتحديدا منطقة سيدي خالد خلال فصل الصيف قصد التخلص من الفضيحة والعار الذي جلبته حيزية على حد قوله

.وحسب أهل الاختصاص فإن تصريحات واسيني حول وفاة حيزية جاءت غير مطابقة .فمرة يؤكد انها ماتت مسمومة خلال فترة حملها وتارة اخرى يقول انها وضعت حملها من جنس انثى لتنتقل حيزية وابنتها الى رحمة الله بعد فترة وجيزة من ولادتها الامر الذي جعل بعض المؤرخين والمهتمين يطالبون واسيني بالتأكد من المعلومة كون الامر يتعلق بشرف سيدة متوفاة منذ اكثر من قرن .مشيرين في ذات السياق انه مباح لواسيني وغيره استعمال خياله الادبي وصياعة ان بن قيطون هو عاشق حيزية الا انه يجب ان يضع في حسبانه ان كلامه يعتبر تشويه لصورة حيزية الايقونة ورمز الحب العذري وايضا تشويه للشاعر المتدين والمعروف بتصوفه بن ڨيطون الذي يملك قصائد ملحمية ويعد شاعرا كبيرا الامر الذي يعتبر تشويها للتراث الشعبي والثقافي لبلادنا خاصة وانه مستهدف من اطراف خارجية قد تستخدم تصريحاته وتصيغها وفق مصالحها يقول منتقدو واسيني

مقالات ذات صلة

إغلاق