وطني

تفاصيل وفاة “المرأة المتشردة” في شوارع عنابة

انتشر خبر وفاة متشردة أو امرأة تبيت في العراء، عبر مواقع التواصل الاجتماعي من عنابة ومن أماكن أخرى و انتشرت معها صورة لامرأة ملقاة على الأرض، وبعض الحسابات بالإضافة لنشر صور لـ” للمرأة المتوفاة بالبرد”، نشرت أيضا صورة لدفنها بحضور عدد قليل من المواطنين وارفقت الصور بتعليق أن المرأة (رحمها الله) هي بورسالي فلة، دكتورة في علم البيولوجيا درست في السوربون ورسمت أستاذة هناك قبل أن تعود إلى الجزائر.

جريدة le provincial نشرت مقالا مفصلا عن حادثة وفاة هذه المرأة المجهولة حسب ما جاء في المقال (الموضوع نشر قبل 8 ساعات تقريبا) ولم يذكر المصدر ابدا أنها فلة بورسالي.

وقد توفيت هذه المرأة في شارع 24 فيفري، بقلب مدينة عنابة، بعدما كانت تبيت قرب محل، في الطريق إلى فندق سيبوس الشهير، الوفاة سجلت صبيحة الأحد، عندما اتصل مواطنون عناصر الحماية المدنية بالمحادثة ونقلت الجثة، ثم دفنت، حسب بعض المصادر المطلعة.

بعد التحريات تبين أن الحادثة وقعت قبل حوالي 72 ساعة من الان ، لتخرُجُ بعدها منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن رواية مختلفة تماما عن تلك التي نشرتها الجريدة وهي “وفاة بورسالي فلة، دكتورة في علم البيولوجيا درست في السوربون ورُسِّمت أستاذة في نفس الجامعة الفرنسية، فضلت العودة إلى بلدها الجزائر، فساهمت بخبرتها كأستاذة في جامعة عنابة قسم البيولوجيا وعملت إطارا في عدت مخابر وطنية”.

هذه المعلومات سقطت دفعة واحدة، وقدمت انطباعا أن صاحبة هذه السيرة الذاتية الملهمة و رفيعة المستوى يستحيل أن تبيت في الخارج، ونفس المنشورات باللغتين العربية والفرنسية نقلت نفس المعلومات، دون زيادة ولا نقصان، نسخ طبق الأصل انتشرت هنا وهناك دون كلمة إضافية توحي بوجود مصدرين لنفس الرواية.

الصحفي مصطفى بن جامع نشر رواية مغايرة تماما لما تم تداوله من قبل بعد اتصاله بمدير جامعة عنابة اتضح أن المرأة المتوفية (رحمها الله) حاصلة على دبلوم الدراسات العليا (DES) في الكيمياء الحيوية من نفس مؤسسة التعليم العالي، و درست لمدة عام في نفس الجامعة كمساعد مؤقت مسؤول عن الأعمال الموجهة ، قبل الاستفادة من منحة دراسية في فرنسا، لأسباب عائلية (وفاة زوجها وابنها). في عام 1988 ، عادت إلى الجزائر ، مثل جميع الحاصلين على منح دراسية أخرى. جميعهم (أو تقريبًا) أصبحوا مدرسين في الجامعة، ونفى المدير بأن تكون هي ، لأنها وللأسف كانت تعاني بالفعل من اضطرابات نفسية (ربما الأمر راجع إلى الصدمة العاطفية التي عانت منها) رحمة الله عليها.

بغض النظر عما اذا كانت المرأة المتوفاة بالبرد في شوارع عنابة دكتورة او امرأة عادية هذا لا ينفي حقيقة تتعلق بإنسانة فقدت حياتها وحدها في وسط الشارع في ظروف جوية لا تطاق، وأنه لا ينبغي أن يحدث هذا للأسف، لكنه حدث بالفعل.

مقالات ذات صلة

إغلاق