سياسةوطني

القضية الصحراوية.. رحابي يقصف إسبانيا وفرنسا

وصف الدبلوماسي والوزير السابق عبد العزيز رحابي، موقف اسبانيا تجاه القضية الصحراوية كـ “مقامرة ترامب” لن يغير شيئًا جوهريا في الوضع في الصحراء الغربية.

وفي منشور له على صفحته الرسمية، اليوم الأحد، وقال رحابي إن اسبانيا فقدت مكانتها كلاعب محوري في القضية الصحراوية بتبني موقف يشكل قطيعة في هيكل علاقاتها مع المغرب العربي.

وأشار الدبلوماسي السابق  أن قرارها كمقامرة ترامب وتوافق فرنسا غير المشروط مع الأطروحات المغربية لن يغير شيئًا جوهريًا في جوهر الوضع في الصحراء الغربية

وأضاف قائلا “مدريد كسرت التوافق الاجتماعي والسياسي الداخلي الذي تم تشكيله على مدى السنوات الـ 47 الماضية حول المسؤولية التاريخية لاسبانيا والتزامها بتقرير مصير الشعب الصحراوي في إطار الأمم المتحدة.

وأشار الدبلوماسي والوزير السابق إلى أن إسبانيا التي كانت كل الأطراف تحترمها وتستشيرها، اختارت، من خلال إعلانها عن موقفها الأخير، بكل سيادية، فقدان مكانتها التاريخية كلاعب محوري في البحث عن حل عادل ودائم في نزاع الصحراء لتصبح طرفًا معنيًا ومتوافقًا في نزاع افاقه غامضة، ومن ثم تفقد ثقلها التاريخي ونقاط القوة التي يمنحها موقف المحايد في منطقة تمثل، إلى جانب أمريكا اللاتينية وأوروبا، إحدى ركائز نفوذها الدولي.

وأوضح أن اسبانيا لطالما عملت في صالح الحلول التفاوضية معتبرةً أن التاريخ يلزمها أكثر من فرنسا أو الولايات المتحدة أو ألمانيا للعب دور الوسيط بين المغرب وجبهة البوليساريو

وأضاف رحابي أن القطيعة الثانية كانت سنة 2008،  تحت قيادة رودريجو ثاباتيرو، الذي تحالف مع فرنسا، صاحبة مخطط  الحكم الذاتي لعام 2007، وتبنى هذا المشروع، دون أن ينجح في إقناع الطبقة السياسية الإسبانية و لا الصحراويين ولا معارضة  المئات من لجان الدعم للشعب الصحراوي الناشط بشكل خاص في البلديات الاشتراكية.

وأشار رحابي إلى أن اسبانيا بتبنيها الموقف الجديد وقطيعتها مع موقفها التقليدي، تحصلت على ضمانات من المغرب لضمان السيادة الإقليمية لسبتة ومليلية،  ورفع ابتزاز تدفق الهجرة غير الشرعية.

وقال رحابي معلقا على هذه النقطة بأن وقف تدفق الهجرة غير الشرعية رهان محفوف بالمخاطر لأنه لا يوجد كيان في العالم قادر على احتواء تدفقات الهجرة الاقتصادية في إفريقيا.

وأضاف أن الجزائر التي تتقاسم حدودها مع سبع دول في إفريقيا، تستقبل يوميًا منذ 10 سنوات مهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى بأعداد تفوق ما تستقبله جميع بلدان المغرب العربي وأوروبا مجتمعة، لم تفكر أبدًا في القيام بمثل هذه التصرفات التي تتنافى مع مذهبها الدبلوماسي.

وتابع رحابي قائلا أن القطيعة الثالثة تتعلق بتوازنات المصالح الدبلوماسية التي ستؤثر لمدة طويلة على العلاقات الجزائرية-الإسبانية.

وأشار إلى أن  قرار رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز ، بقدر مقامرة ترامب أو توافق فرنسا غير المشروط مع الأطروحات المغربية لن يغير شيئًا جوهريًا في جوهر الوضع في الصحراء الغربية، الذي استمر لمدة 47 عامًا ، لأن إنهاء الاستعمار وتقرير مصير الشعوب جزء من الزمن التاريخي لن توقفه الأحداث الجارية في أوروبا أو في الحسابات الدقيقة الجيواستراتيجية للدول.

مقالات ذات صلة

إغلاق