وطني

الصحفيون النائمون منذ 300 مائة عام.. حرائق الأوراس

تشهد الغابات الجبلية لولاية خنشلة حرائق جنونية ساعدتها الرياح في الانتشار الواسع والسريع على سلسلة جبال الأوراس العريقة منذ الرابع جويلية الماضي الذي سبق احتفالية الذكرى الـ 59 لاستقلال الجزائر بيوم واحد، ومازالت مستمرة إلى الآن لا تقاومها إلا سواعد البسطاء ومصالح الحماية المدنية بأدوات تقليدية بدائية مما جعل مهمة إخمادها أشبه بالخيال.

وبصرف النظر عن تقصير جميع السلطات المعنية مباشرة بالأمر، فإن الصحفيين أيضا كانوا غائبين عن تغطية أبشع ما يمكن أن يحدث لمهد ثورة التحرير الوطني، إذ اكتفوا بالحديث عن الموضوع في أول أيامه حديثا موجزا وعابرا لِيُغَيِّبَهُم بعد ذلك نومهم المُعتَاد كَنَومِ أهل الكهف 300 مائة عام ويزيد.. وإن كانت نَومَةُ الظالم عبادة كما يُقال، فإن نومة الصحفيين إجرام في حق الحقيقة التي يُفتَرض أنهم المكلفون بحمايتها وإبلاغها بكل صدق وأمانة، إننا نشعر بالحرج ونحن نجد أنفسنا في هذا المقال مُضطرين إلى تقديم الدروس وتذكير هؤلاء بِمهامهم كصحفيين كأنهم لم يدرسوا الإعلام يوما أو لم يخضعوا لأي تكوين فيه رغم أن مهام الصحفي جَلِيَّةٌ للقاصي والداني.. كما أن مشكلة الحرائق صارت ظاهرة سنوية وبالتالي هي مادة إعلامية دسمة يمكن فتح تحقيقات صحفية بشأنها وليس نقاشات سطحية فقط.

وحتى نكون للعدل أقرب فإننا تواصلنا مع صحفيين نطلب توضيحا بشأن التجاهل العمدي لِما يحدث في منطقة تاريخية بِحجم وثِقَل منطقة الأوراس، مُتسائلين عن دور المراسلين الصحفيين ورؤساء الأقسام والتحرير إلا أن الجواب لم يكن مقنعا أبدا، بل وفضح السلوك المنحرف والطريقة الفوضوية التي يعمل بها الصحفي فضلا عن فوضى القطاع بِأكمله، عظم الله أجرنا في الصحافة وفي غابات الأوراس التي راحت في هذه الفاجعة.

فائزة سعد لعمامري

مقالات ذات صلة

إغلاق