آراء وتحاليل

معلمة تفسد عرس السلطة في يوم الدخول..!

معلمة تفسد عرس السلطة في يوم الدخول..!

نهاية اسبوع مثيرة وتسارع كبير للأحداث الوطنية اتفقت معظمها في السلبيات، للأسف الشديد. سلبيات ترجعنا بسنوات ضوئية الى الوراء وليس فقط ل”الجزائر القديمة”، تجعلنا نقف عميقا امام حجم “العبث الممنهج” الذي لم يبرح منظومتنا الاجتماعية والاخلاقية والثقافية والسياسية، أمور حدثت وستحدث، ستحدثنا لا محالة عن عجز وشرخ كبير في المجتمع وفي الدولة ايضا.

سياسيا، شكل سحب الحصانة البرلمانية لرئيس الارسيدي محسن بلعباس، بالنسبة للكثير من المتتبعين للشأن السياسي والحقوقي، امرا عظيما، متسائلين عن جدوى الحديث عن ممثلي الشعب وانتخابات طالما ان يد مرفوعة يمكنها ان تنزلك وترفع عنك الحصانة. سحب الحصانة من محسن بلعباس اعتبره العديد من الناشطين الحقوقيين على غرار المحامي مصطفى بوشاشي، أنه عقاب على مواقفه من الحراك الشعبي، وهو امر جلل ان كان كذلك.

اجتماعيا، لم يكن لينته الأسبوع، دون “الضجة المفتعلة” التي اثارتها اليوتبيرز مونية بن فغول، التي وبفيديو على موقع اجتماعي، هزت عرش “الذكورية”، وكأن ما قالته جديد على منظومة اجتماعية يعتبر فيها الرجل “كاملا” امام المرأة

” الناقصة” ، وبعيدا عن اي فتوى دينية في الموضوع وعن الكلام الذي صدر عن الممثلة التي دافعت عن ذكرى رحيل الفتاة شيماء، كلام زعزع مجتمعا لا يزال حبيس المعتقدات والتقاليد الموروثة التي تجرم البنت في كل ما تفعله ولا تفعل بالنسبة لشقيقها الذكر مهما كان فعله مناقضا للعقل وللمنطق وكل الاعراف..! وهنا ام كل المصائب.

تربويا، الدخول المدرسي، هذا اليوم الموعود بالنسبة للعديد من العائلات الجزائرية التي لا زالت تقدس هذا اليوم المشهود في حياة أطفالها. ولكن ايضا هو امتحان عصيب تتخوف منه السلطات كل سنة، فتعد العدة كي يمر بردا وسلاما عليها. هذه السنة لم يكن ليمر ككل عام، فهو دخول مدرسي في زمن كورونا وهو الامر ليس بالهين، وكذلك هو دخول في زمن “الجزائر الجديدة”، دخول كان عنوانه الكبير فشل ذريع للسلطة مرة أخرى، ولكن امام من تهاوت كل الجهود؟ امام استاذة جليلة من مدرسة بن زرجب بوهران. نعم معلمة من الزمن الجمبل، ذكرت “السيد الوالي”، ان لا شيء يمكن أن يتعدى قداسة معلم علمك حرفا، وكيف لا ورب العباد اقسم بالحرف وكانت اولى اياته المنزلة على رسوله “اقرأ” ؟ الوالي الذي لم يتصرف بحكمة امام حكمة المعلمة التي عوض ان يكرمها ويجعلها قدوة، راح يوبخها ويدير ظهره عنها، في مشهد ” بغيض جدا”، فهي افسدت عرس السلطة في يوم الدخول! ولان امرا كهذا لم يكن ليمر مرور الكرام، تفطن الوزير الاول لما يمكن أن تكون تبعاته، لان ” الفيزيبلة تحرقت”، غرد على صفحته بالتويتر منتصرا للسيدة المعلمة وامر بتهيئة المدرسة من جديد، ولكن هل يكف ذلك؟ اجاب الفايسبوكيون لا ، نحن ننتظر اقالة الوالي.

وضاعت كل الاحلام بين “طابلات” ذكية و”طابلات” من عهد الاستعمار، رغم ان الفرق مشكل من ثلاث حروف ل.و.ح، وفي رمزية ذلك فساد من يقبع في السجن، رمزية ذكرنا بها وزير في حكومة “الجزائر الجديدة”، في حملته للتصويت على دستور الفاتح نوفمبر، وعلى خطى ” اينعل بو اللي مايحبناش” ..اصبحت “اللي ماعجبوش الحال يبدل بلاد” ..ولكن وحق كل من استاذة وهران، وخالد درارني في الحبس، وياسين مباركي، واخرين ..”هنا يموت قاسي”.

طاوس اكيلال

مقالات ذات صلة

إغلاق