آراء وتحاليلالأرشيفسياسة

الجزائر قاعة إنتظار كبرى!

سرقتُ هذه العبارة من أحد خطابات السياسي كريم طابو ، لأنها تختزل حالتنا في الجزائر حاليا، نحن كجموع غير فعّالة أتقنت الانتظار، وجعلت منه هواية شيقة.فنحن لا ننتظر برتابة وملل لا! بل نغذّي ساعات وأيام وسنوات الإنتظار بالاشاعة،بالمعلومة “السرّية” التي صارت بقدرة قادر متوفرة في الفايسبوك أكثر من “الكاوكاو “في المحلات.فالجميع مقرّبون من مصدر القرار والجميع يعلم عشاء الرئيس أمس!
لاتهم صدقية المعلومة، لأننا نحتجاها كي نقتل الملل،ونخادع الإنتظار.فالاشاعة تخلق حيوية كاذبة،تركلنا في عز سباتنا،وتجعل من أصوات شخير النائمين في قاعة الانتظار الكبرى،تحاليل قيمة نتدارسها ونتخاصم من أجلها وننتظر أن تتجسد ..غالبا دون جدوى!!
الكل ينتظر! أحدهم يترقب قرار بوتفليقة حيال العهدة الخامسة.و الآخر ينتظر تدخل الله بنفسه!!أحدهم يراقب مؤشرات أسعار البترول ويضحك ملء فيه كلما ذابت مدخرات الجزائر من العملة الصعبة،كي يصرخ حينها : ألم أقل لكم ألم أنبهكم!! يتشوق لتحقيق انتصار فردي على أنقاض هزيمة جماعية.

كل هذا و الوزير الأول السابق عبد المجيد تبون سئم من  إنتظار هاتفه الذي لم يعد يرّن!! 

أما نحن  الشعب، الجموع، “الغاشي “كما قال  نور الدين بوكروح ذات يوم، كلٌّ في همه، و كلٌّ في رواقه الضيق يراقب الغد أو بالأحرى ينتظر أن يزوره الغد محملا بغير ما غرسه!!. فالطالب متحمس لجامعته، لعالم جديد ،لقفص أكبر! والشهّار يرمق “البوسطا” كل يوم  وينتظر شهرية لم تعد تكفي.الجمهور يعود مثقلا بالاصابات والجروح بعد مقابلة الأسبوع الماضي وينتظر الجولة القادمة من بطولة سيئة.

المناضلون،ينتظرون رجع صدى لأصواتهم التي بحت، وضاعت وسط أصوات الجماهير وصوت “الصرف” في جيوب الواقفين  أمام طابور “البوسطة”. أما الإسلاميون فينتظرون بكل همة الهوشة القادمة مع بن غبريط!!

كل هذا وشكيب خليل يراقب من نافذة “فيلته “وصول جلابته البيضاء الناصعة.

آلاف “المكستمين” يترقبون قوائم أحزابهم للمحليات القادمة. وقد غيروا صور “بروفيلاتهم” على الفايسبوك وزيّنوها بأعلام وطنية كمن يسعى لتغطية شيء ما!! 
شخصيات ذات وزن تقبع أمام  هاتفها طوال اليوم علّه يرن. وعل مستقبلها يتغير.ويكون لها شرف إغلاق الباب على وجه ملايييين المنتظرين.

كل هذا وأحمد أويحيى مازال يقبع  على قارعة الطريق المؤدي إلى المرادية ينتظر قدره الرئاسي!

ملاحظة:

صاحب مقولة “الجزائر قاعة إنتظار  كبرى” مازال هو كذلك ينتظر إعتماد حزبه منذ سنوات!

جعفر خلوفي

مقالات ذات صلة

إغلاق