الحدثثقافات

مديرية الشؤون الدينية بعنابة تأمر بهدم معلم أثري بالحجار

 مرة أخرى جرافات الهدم تزحف بخطى متسارعة بمدينة عنابة، هذه المرة الضحية هو مبنى أثري (كنيسة تم تحويلها إلى مسجد بعد الإستقلال) شكل النواة الأصلية لبلدة الحجار,  و كانت العملية من إمضاء مكتب الدراسات Artech للمهندس ع.ب حيث و بعد إططلاعنا على المخطط تبين أن المهندس و في إطار توسعته لمسجد ابن سيناء ضم مشروعه هدم بناية قديمة عمرها أكثر من قرن و نصف, لكنه سرعان ما انسحب من المشروع مع رفضه الإدلاء بتصريح لزملاء صحفيين.
من جهتها فإن مديرية الشؤون الدينية لم تحترم الإجراءات القانونية, حيث وجب على مدير الشؤون الدينية استشارة وزارة الثقافة قبل الشروع في هدم البناية.
من جهة أخرى أيضا تحرك المجتمع المدني حيث انتقلت بعض الجمعيات لعين المكان مرفقة بملف ملف قصد حماية المبنى القديم (كنيسة تم تحويلها إلى مسجد بعد الإستقلال) . لكن غياب صيانة القبو أدت إلى تدهوره, من جهتها مجموعة تراث عنابة تواصلت مع الجهات المخولة لحماية المباني التي تعمل جاهدا على تدارك الأمور قبل وقوع الكارثة و هي الهدم الكلي للمبنى. فهل سيتحرك والي عنابة لوقف المهزلة ؟ و هل ستضغط مديرية الشؤون الدينية على جمعية المسجد كي يحترموا الإجراءات للمحافظة على البناء الأثري ؟
اتصلنا ببعض الناشطين في مسجد ابن سيناء، و سكان الحي، فتوضح أن هناك جماعة متعصبة في الجمعية تقف وراء فكرة هدم المبنى ، دون مراعاة الشق التاريخي
أما الديوان الوطني لحماية الممتلكات فهو على قدم و ساق للتدخل، و قد عبر الدكتور دحدوح مدير الديوان عن تأسفه لما يحدث.
لكن تبقى الأمور بيد الوالي الذي يملك القوة لتوقيف أعمال الهدم و فرض توسعة المسجد بطريقة تتناسب مع المباني القديمة التي وجب ترميمها و الحفاظ عليها وفق ما يقتضيه الدستور الدي يعاقب بالسجن لكل من يضر  بالمباني التاريخية. فهل سيتدارك مدير الشؤون الدينية غلطته في تسريح هدم المبنى دون علم وزارة الثقافة ؟ أم ستتفاقم الأمور؟
و الغريب في الأمر أن في الصفحة الفايسبوكية لمسجد ابن سيناء المعني بالمشروع تم نشر تصريح اليوم أن أغلب من يعارض الهدم أكثرهم من تاريكي الصلاة و اتباع السخافة ينشرون عفن فكري من بنو علمان.
و السؤال المطروح بعد هذا التعليق لصفحة المسجد, هل حماية المباني القديمة هي محاربة للدين ؟
يجدر الذكر أن بعنابة عدة مساجد نذكر منها مسجد أحد و مسجد ابن حنبل و صلاح الدين الأيوبي هيئوا في مباني تاريخية دون إشكال. فلماذا تبذير أموال الجمعية في هدم مبنى و إعادة بنائه كليا بكميات هائلة من الخرسانة عوض ترميم قبو المبنى القديم و دهن جدرانه ؟
رياض سليماني

مقالات ذات صلة

إغلاق