اقتصاد ومؤسساتوطني

أسعار النفط تنهار والإقتصاد الوطني على المحك

شهدت صباح اليوم الأربعاء أسعار أدنى مستوياتها في ما لم تشهده من إنخفاض منذ سنين بحوالي 26 دولاراً للبرميل، في الوقت الذي تسبب فيه تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) خارج الصين بعدد كبير من دول العالم في تأجيج المخاوف من أن الوباء قد يبطئ الاقتصاد العالمي ويقلص الطلب على الخام من ما سيجعل الإقتصاد الجزائري على المحك بإستغلاله للمحروقات دون غيرها في صادرات البلد .

ولم يكن الانهيار الذي تشهده أسعار النفط وليد اليوم، بل سبقته حالات مشابهة خلال العقود الأخيرة، إرتبط بعضها بأزمات اقتصادية عالمية بينما ارتبط بعضها الآخر بالتنافس وعدم التنسيق بين منتجي النفط كما شهدت الأسعار في حالات أخرى إرتفاعاً كبيراً نتيجة أزمات عالمية أيضا أشهرها الحروب أو التوترات السياسية ، فإن الانخفاضات المفاجئة كانت في كثير من الأحيان مرتبطة بأحداث أو دول بعينها في المنطقة.

ففي عام 1973 مثلاً وبعد الحظر النفطي الذي فرضته السعودية والدول المصدرة للنفط وما سببه من صدمة نفطية رفعت سعر الخام من نحو 3.6 دولارات للبرميل عام 1973 إلى نحو 10 دولارات ، كما أصبح عام 1974 ثم 29 دولارا عام 1979 مع قيام الثورة في إيران ثم نحو 39 دولارا في عام 1981 وبعد عام واحد من اندلاع حرب الخليج الأولى (الحرب العراقية الإيرانية) ، أما في عام 1986 فهوت حرب الأسعار بين المنتجين بنحو 10 دولارات من 39 دولار كما تهاوت بسبب الأزمة المالية الأسياوية بـ 11 دولاراً من 23 ثم سقطت أسعار النفط سنة 2008 سقطةً حرة بسبب الأزمة الإقتصادية العالمية من 147 دولار إلى 40 دولار ليعود مع مرور الوقت للصعود إلى غاية عام 2014 أين عاد للتهاوي من 115 دولاراً إلى 27 دولاراً سنة 2016.

عبدالصمد تيطراوي

مقالات ذات صلة

إغلاق