آراء وتحاليل

إليك يزيد قاسمي.. معتقل رأي

ربما انت مجهــول الثورة، لأن إسمك لم يذكر قبل، أو ربما صنفت ضمن خانة المعتقلين الآخرين، أو الشباب المعتقل…

لكن ..أنا، أنت أول من أفكر فيه، لأنك الآخرين، أو المعتقلين التي تداولت أسماؤهم، قرأنا عن التضامن معهم في العديد من المقالات وعلى صفحات الجرائد وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.

يزيد، أنت من يقبع اليوم في السجون الديكتاتورية، بدون حاجب، مرفوع الجبين، لكن متأكد أن بين عينيك تبصر الحرية، هذا الحلم الذي يجمعنا جميعا، والحب الذي نتقاسمه فوق هذه الأرض التي ولدنا فيها.

فيك انت بالضبط افكر يايزيد، عندما أشاهد أماً تبكي إبنها الذي اختطف منها، إبنها الذي خرج يبحث عن الحرية.

فيك أنت أرى التصحيح، فيك أنت أرى المصالحة مع كرامتنا، تاريخنا وتاريخ ملايين الشهداء الذين سقطوا في ذاكرة النسيان.

حين أكون على طاولة الطعام، أتذكر ما قالته محامية من محاميك وهي تروي كيف تتناولون طعامكم في السجن جنبا إلى جنب لمحاربة الوحدة والحنين إلى الحرية.

فيك أنت يزيد أفكر عندما أرى ملايين الجزائريين يتظاهرون في الشارع، يصرخون صرخة رجل واحد : جزائر-حرٍة-ديمقراطية.. لأنني لاأريد جزائر حرة بدونك وأنت وسط هذه الحشود من الجزائريين، حرٌ والإبتسامة مرسومة على وجهك. أفكر في الليالي التي تقضيها وانت تتسآل عن مستقبل ثورتنا، عن حلمنا، عن معركتنا وعن الأمل في جزائر العزة والكرامة المتصالحة مع تاريخها.

أراك بحلمك تزعج من يريدون الوقوف في وجه ثورتنا، أراك متردد في الخروج من النفق لأنك خائف من الإحباط، أنت ترى النور من بعيد لكنك تريد أن يختفي هذا النفق نهائياً … نعم، كم أفهمك.

يزيد، أنا لا أعرفك لكن فيك أنت أفكر حين نتكلم عن المعتقلين الآخرين، و أتسآل ، هل تعلم كم نفتقدك جميعاً؟ وكم نشعر بضعفنا عندما نتذكر انك في غرفة في السجن..

أريد أن اروي لك القليل عن ثورتنا في الخارج، مازلنا نهتف بالحرية، الديمقراطية، السلطة للشعب، نطلب من القايد أن “يٍحَضِرَ بطاقة الشفاء” مازلنا نطالب برحيلهم جميعاً.

الكثير منا يعمل بشدة لمحاربة دعاية هذا النظام الذي يريد من خلالها ضرب الثورة، ضرب وحدتنا الوطنية، صرب سلميتنا…

آه، كنت أنسى، هل تعلم يايزيد أننا نريد أن يمثل ثورتنا السلمية كل من يقبع اليوم في سجن الديكتاتورية ليتفاوضوا مع هذا النظام عن رحيله.

أريد أيضا أن أخبرك يايزيد أننا خارج السجن نتكلم كثيرا عنكم ونرفض أن تكونوا رهائن هذا النظام، نطالب دوما بحريتكم اللامشروطة، ولن نكف عن هذا إلى غاية رؤيتكم خارج السجن معنا لمواصلة معركتنا معاً وتحقيق نصرنا.

إسمح لي بضم إسمك إلى جميع المعتقلين وجميع أبطال وشهداء الثورة التحريرية الجزائرية والثورة السلمية الحالية.

بقلم فاتح ربيع تيتوش

مقالات ذات صلة

إغلاق