آراء وتحاليل

تحية يا أبي.. بقلم إبنة حكيم عداد ، معتقل رأي

أكتب إليك بحبر مضمخ بالأمل والتفاؤل، فجدران السجن قد تمنع أشعة الشمس أن الدخول، ولكن لا يمكنها وعلى الإطلاق أن تمنع فخرنا ـ نحن الشعب الجزائري داخل وخارج الجزائر ـ الذي نحمله لك، أنت الذي تقبع خلف جدران سجن الحراش الباردة، لأنك تدافع عن المثل والقيم التي تزعج الفاسدين. كم موجع ومحزن أن تكون أنت وكل مناضلي راج وأصدقائهم نساءً ورجالا في السجن، دفاعا عن دولة القانون والديموقراطية والعدالة الاجتماعية، دولة تسع الجميع، لا ثكنة لاغتيال الأرواح قبل الأجساد، دولة تصلح للحياة الكريمة لجميع الجزائريين والجزائريات، يحلمون ويطمحون ويحققون فيها أحلامهم وطموحاتهم تحت إشراف مسؤولين شرفاء، بمستوى رقي وعظمة الشعب الجزائري الحر الأبي.
ولكنني لم أستسلم للحزن والوجع، بل هما ذخيرة حية تجعلنا نبحث عن سبل تحريرك وتحرير جميع المعتقلين، بل وتحرير الجزائر جمعاء من الديكتاتورية العمياء، لهذا السبب أكتب إليك، إننا شرعنا في حملة واسعة ننادي فيها بالتضامن على المتسع، من خلال جمع التوقيعات، واللائحة مفتوحة للجميع. إننا ندين طريقة اعتقالكم بطريقة مهينة وغامضة، ونطالب ـ المحامون والعائلات ـ بإطلاق سراحكم حالا بلا شرط أو قيد.
أخبرك في الأخير، أننا نعلم جميعا أننا أكثر فعالية خارج هذا السجن اللعين، فالنضال له ثمن، ولذلك سنواصل النضال كأنكم معنا، وحقا لا ينقصنا إلا حضوركم الجسدي معنا، أنتم في أرواحنا وأفكارنا، وفي كل كياننا، تشاركوننا النضال والثبات والمقاومة، إلى لقاء قريب، بعد نصر قريب.
ابنتك عداد دنيا

مقالات ذات صلة

إغلاق