آراء وتحاليل

حرب أرقام .. بقلم حمزة بركاني

هي ازدواجية العيدين عيد الفطر المبارك وعيد الإستقلال قد انقضى العيدان ولا زالت معظم البلديات غارقة في توزيع قفة رمضان التي ستتحول بقدرة قادر إلى قفة العيد فبينما تحصي الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان 14مليون جزائري تحت خط الفقر تلتزم السلطات بتبييض صورتها امام الرأي العام المحلي و الدولي و تصرح دائما أن عدد الجزائريين تحت خط الفقر هم مليون وثلاثمئة ألف في المقابل لا نعلم كم من قفة رمضان وزعت و كم بقيت و كم سربت تحت الطاولة و كم قفة إنتهت صلاحيتها في المخازن و المستودعات و المحاشر البلدية فسياسة الكيل بمكيالين أدخلت الشك في نفوس الأمة جمعاء بين خطاب السلطة المطمئن دائما و المقلل من الفاجعة وبين تضامن الجمعيات و الفعاليات المدنية و الصفحات الإجتماعية مع الفئات المعوزة و الفقيرة الأطفال اليتامى و المتمدرسين و المعوقين و المرضى و ضحايا الأسرة و ضحايا المجتمع و ضحايا الإرهاب و مجهولي النسب بديار الحضانة و الطفولة تبقى الأرقام الحقيقية غائبة أهميتها لا تقل شئنا عن ارقام إحصاء السكان و اعداد الهيئة الناخبة الحاملة للأموات ايضا بصحبة الأحياء كم من دمعة ستنزل في غياهب الجزائر العميقة من عيون الغير قادرين عن الإحتفال بالعيد كأترابهم من يسمع صوتهم من يوصل أنينهم أين الحقوق المهدورة و الخزائن المنهوبة و الشعارات الرنانة للأسف حتى البيانات العقيمة التي يصدرونها لا تتذكر الطفل إلا بعيد الطفولة و اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال للتباهي امام الهيئات الدولية بنقص نسبة تشغيل القصر ببلادنا و يا للأسف لا أدري من اين يؤلفون هذه النسب في غياب وزارة إحصاء و إشراف وتخطيط بعد 54سنة من الإستقلال من دون أن ننسى حساسية هذا الموضوع من حيث غياب فضاءات و منابر تحتضن الطفل و التلميذ الذي سيكون على المدى القريب مراهق و على المدى البعيد شاب محاط بتحديات و محيط مقنبل يجر العقل الطري إلى الإنحراف و الإرهاب و الإدمان و الحرقة و التهريب و التسرب المدرسي. خاصة من ناحية الفضاءات اللازمة نحن متأخرون كثيرا بعشرات السنين عن المقاييس الدولية المستثمرة في الطفولة و الشباب بدون نسيان جانب مهم جدا غائب و مغيب وهو الوازع الديني و الأخلاقي الذي كان من مهام الزاوية و المسجد و المدرسة القرآنية و يا للأسف نقص الإمكانيات عند الكشافة و الهلال الأحمر و الجمعيات و المنظمات البارعة فقط في ضرب الشيتة وحضور الزردات و إهمال تبني الطاقة المستقبلية بمرافقة الطفل و المراهق و الشاب لنأتي فيما بعد لنتحصر على ما فات و مضى يومها لن ينفع الندم و الحصرة….
 بقلم حمزة بركاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق