آراء وتحاليل

رسالة من طبيب إلى صحفي، ليس بهكذا تصرفات نصون كرامة الآخرين

يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.

كلنا تعلمنا هدا الحديث ويا ليتنا عملنا به في أداء مهامنا اليومية و خاصة في حياتنا المهنية؟
صفة الصحفي هي إلتزام قبل أن تكون مهنة نظرا للمسؤولية الكبيرة التي يتحملها هذا الاخير في معالجة وإعطاء المعلومة، نتعامل معهم نحن كأطباء على مدار السنة، نعتمد عليهم في التحسيس والتوعية، هم أيضا أصدقاء و شركاء من أجل  بناء مجتمع قوي ومتكامل.
لكن وللأسف الشديد هذا الأسبوع رأيت تصرفات و سمعت إدلاءات أخرجتني  عن صمتي و تحفضي و أدخلتني في حزن عميق، يتعلق الأمر بموضوع الترشيحات للرئاسيات من بابها الغير المنتظر .
كطبيب و مواطن جزائري و مستهلك للقنوات الفضائية الجزائرية وجدت نفسي تحت الصدمة،  تحت صدمة البحث عن البوز على حساب كرامة الآخرين ممن تقدموا لسحب الاستمارات لنية الترشح لمنصب رئيس الجمهورية و الذين تبدوا عليهم و بدون اي معرفة أو اختصاص للعام والخاص أعراض الأمراض العقلية.
كيف اصبحنا نضحك و نشارك و نصور و ننقل بكل وقاحة و لا مهنية و لا ضمير، هولاء المرضى؟!
كيف اصبحنا نتفرج و نستهلك هموم و نأكل من أعراض بعضنا البعض؟

ألم  تفكروا في مشاعر أهلهم ؟ ازواجهم و أولادهم و جيرانهم و أقاربهم؟
لماذا تنتهك حياتهم الشخصية، و حرمتهم الجسدية و سرهم الطبي ؟ من أجل البوز الإعلامي ؟  لتفعيل و تنشيط و تشخيص حصص وأخبار أقل ما يقال عنها أنها مهزلة؟  لتنشيط حملة انتخابية هدفها جزائر أحسن، جزائر العزه و الكرامة؟ أتعتبرون هذا عزة وكرامة؟ أين كرامة هولاء؟ ام هم مستهلكات منتهية الصلاحية؟ الا تعتبرون هؤولاء عباد؟ ألا تعتبرونهم جزائريون؟! أليسوا آباؤنا؟ أليسوا إخواننا؟

أين مدراء هولاء الصحفيين؟ اين اخصائيين الأمراض العقلية؟ أين لجنة الضبط السمعي البصري؟ أين المترشحين الذين يريدون تغييرات؟ أين العدالة؟ أين حقوق الإنسان؟ أين الموكلين و ستون محامي؟
أم ليس لهولاء الحق أو الشرف أو النفوذ أو المال الكافي؟

“لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه  ما يحب لنفسه”

إن كنتم ترضون أن ترون آباؤكم و إخوتكم و مرضاكم يهزل بهم و يضحك عليهم و يجاهر بمرضهم… فأنتم من فقدتم عقلكم.

د. أمير بركان
طبيب
عين البيضاء

مقالات ذات صلة

إغلاق