آراء وتحاليلالأرشيف

عندما باعنا شيخ قريتنا الوهم

قد أنعم الله على قريتنا بشيخ عظيم، لا يشق له غبار كما لا يشق له وجه، فوجهه صلدة مثل حجر الصوان، يحسدنا الكون كله عليه، بما فيه الكائنات الفضائية، التي تدعي لعبقريته إنتماؤه لها، لكن هيهات أن يظفروا به، أو أن نسمح لهم بذلك، فالحكمة والمعرفة سيندثران عندنا لأنهما رهينان به، و لتبيين ذلك يكفي أنه يملك من القدرة على إسعاد الناس مالم يتوفر لغيره ممن سبقوه، فآخر شيخ مر من هنا حمدنا الله أنه لم ينهي غزوته التي بدأ وعجل ذوو السلطان برحيله استجابة لدعاوينا في كل صلاة، ولأن الذي رأى الموت حاضرة أمامه حتما سيقتنع بالحمى إن ألمت به وهذا يا سادة ما حل بأهل قريتي فلقد رأوا في شيخ القرية الجديد منقذا لهم..

وبدأت ثورة الشيخ الجديد تغزو كافة مناحي الحياة وأصبح بقدرة قادر يزرع الأمل أينما حل وارتحل وبركاته بدأت تظهر للعيان جلية فيما بعثه من مشاريع ستأتي بالخير الوفير على أهل القرية أجمعين، فبفضله أصبحنا نرى اليل نهارا ومد الطرق فجنب الراجل قبل السيار مغبة الحفر، وفي لمسة سحرية زين القرية فاصبحت مثل عروس في ليلة بدر، فأصبغها بلون أخضر يسر الناظرين وأبهجها بمصابيح جعلت ليلها كنهارها كل هذا ونحن مزهوون بشيخنا القادر الذي يبعث فينا السعادة مع إضاءة كل مصباح .

شيخنا نال من الشهرة ما لم ينله غيره وأنسى الناس في العادل والمقتدر وغيرهم ممن ساد القرية ومر، ومن فرط ما قدم ،عزم القوم أمرهم وأقامو له مسيرة جابت القرية نددت بالمتآمرين عليه وأحبطت محاولة انقلاب كانت ستأتي عليه، وشيخ قريتنا ماض فيما قد عزم عليه لا شيء يثنيه، هاته القرية ستصبح حاضرة سيقصدها القاصي والداني ، القرية ليست انارة وطرقا قال شيخ قريتنا السعيدة سنمنح لكل من يريد العمل ما يشجعه على ذلك، صفق الكل مانحين موافقة له فيما قد عزم..

شيخنا لم ينتظر كثيرا ومنح لكل من يرغب أرضا ليبدأ مايريد والكل يدعم شيخ قريتنا القادر على بعث الحياة. مر عام على قدوم شيخ قريتنا وهانحن ننتظر ما قد وعد وكلما نادى أحدهم بأن الشيخ يخدعنا تعالت الأصوات هذا أفاك أَشِر ، والشيخ ماض فيما قد عزم لا يلويه شيء ولا يثني عزمه أحد، عام مضى ولاشيء تحقق قال الذي لديه علم، كل الذين قدموا القرية لم يقدموا ما وعدوا عقب آخر ، شيخنا أخلف وعوده فلا شيء تحقق كل أراضي القرية بيعت وكل الأبنية التابعة للقرية منحت لأشخاص لا نعرفهم لمشاريع لا تسمن ولا تغني من جوع، لم يبقى شبر في القرية إلا و بيع..

المقابر وحدها سلمت منه، شيخنا هذا مخادع منحنا أوهاما ومنحناه تزكية على ورقة بيضاء القرية لا حديث لها إلا على كرماته وطيبته التي تعكس منبته و منبعه، والقدرة على بعث السعادة والرضى في نفوس الناس، سوق لنا أوهاما ومنحنا له خلودا بين الناس. أردف ثالث. مازال القوم في حيرة من أمرهم هل شيخ قريتنا رجل خير أم تظاهر بذلك.

عبد القادر بوماتع

مقالات ذات صلة

إغلاق