آراء وتحاليلالأرشيف

الملك يقصف الخونة

يكتبها الدكتور مراد ناهي

بكي وأبكى الحضور، سرد أرقام خيالية، قال أنه سجن أربع مرات، وزع على الحضور نسخا من ملف المجاهدين والقضاة المزيفين، اتهم جهات نافذة في الدولة بمساومته، أثنى على محمد بوضياف، فاطمة أوزقان ومقران أيت العربي، دعي الجيل الجديد إلى مواصلة مشوار فضح المزيفين.

هذه هي تفاصيل الندوة التي عقدها المجاهد بن يوسف ملوك بتاريخ 23 ديسمبر 2107 في مقر حزب جيل جديد بزرالدة، والتي حضرها إطارات الحزب، الصحافة وعدد من المواطنين، فبعد أن شكر طاقم الحزب على الدعوة والاهتمام، اتهم باقي الأحزاب السياسية الأخرى بالتواطؤ مع السلطة في هذه القضية، إما خوفا، تنفعا أو توددا، وتحدى السلطة علنا، وأبدى استعداده لمناظرة أي جهة فيها حول هذه القضية، قائلا أن الحركى يسيطرون اليوم على مقاليد الحكم ويشغلون مناصب حساسة في الدولة، بعد أن تسللوا إليها خلسة مباشرة بعد الاستقلال، تقاسموا الامتيازات فيما بينهم، والأخطر أنهم يحظرون أبناءهم لخلافتهم، من بعدهم.

هذا، وقال، وملامح التأثر بادية على وجهه، أن جهاز العدالة يضم اليوم 520 قاض مزيف، يتصرفون في شؤون المواطن دون أي تكوين ودون أدنى حق، وأن عدد المجاهدين الحقيقين المقيدين في سجلات المجاهدين للولايات التاريخية الست الذين تم إحصائهم عام 1963 في عهد وزير المجاهدين محمدي سعيد، كان 126 ألف مجاهد، فكيف ارتفع بعد ذلك ليصبح عددهم 864 ألفا.

مواصلا الحديث بمرارة عن القضية، قام بن يوسف ملوك بتوزيع نسخ عن الملف الأصلي للمزيفين على الحضور، تحمل أسماء مجاهدين وقضاة مزيفين، كان من ضمنهم أقارب للرئيسين بوتفليقة ـ الذي اتهمه بتسمية أحد المؤسسات القضائية باسم أحد أقاربه الذي كان من القضاة المزيفين ـ؛ وعلي كافي ـ الذي قال عنه أنه كان عليه بالأحرى أن يلتزم الصمت كأقل شيء يمكن أن يقوم به، أو أن يعزل قاربه الذين كانوا ضمن القائمة، بدلا من أن يتهم عبان رمضان بطل الجزائر بالخيانة ـ، كما اتهم بعض الأفراد إسميا بانتحال صفة المجاهدين، في الوقت الذي كان همهم الوحيد خلال الثورة، العمالة لفرنسا.

كما اتهم جهات نافذة بالدولة، حاولت ـ وبكل الطرق الممكنة ـ استرجاع الملفات الأصلة للمزيفين، التي قال عنها أنها محفوظة في مكان آمن، لا يعرفها إلا هو وشخص آخر يثق فيه، وأنه لن يسلمها إلا إذا سقط النظام، وحل محله نظام ديمقراطي، وأنه لم، لا، ولن يقبل أي مساومة مهما كانت صفتها، لا مناصب ولا أموال، حتى ولو كلفه ذلك حياته.

وذكر، وهو الذي كان إطارا سابقا بكل من وزارتي والمجاهدين والعدل، أنه قد سجن أربع مرات بسبب هذه القضية التي تعود أطوارها إلى سنوات السبعينات، زيادة على الضغوط العديدة التي مورست في حقه وفي حق أقاربه، إذ طردت زوجته وأخته من منصب عمليهما، وفُصِلَ ابنه عن الدراسة، ما دفعه إلى بيع جزء من ممتلكاته لتمكينه من مواصلة الدراسة في مدرسة خاصة.

كما أثنى هذا الأخير، على بوضياف الذي أمر بإخراجه من السجن أياما قبل اغتياله، وأشار إلى أن قضية الاغتيال مرتبطة بشكل مباشر بملف المزيفين الذي كان على مكتبه ويتابعه شخصيا، ثم أورد اسم المجاهدة فاطمة أوزقان التي وصفها بـ ”امرأة بأكثر من رجل” شاكرا أيها على كل ما قامت به من أجله، مشيرا إلى أنها تابعت أطوار قضيته ولم تغيب يوما عن جلسات محاكمته، كما وصف كذلك المحامي مقران أيت العربي بـ ”الرجل”، إذ قال أنه الوحيد الذي لم يخنه ـ ورفض تسلم مقدراته المالية، معتبرا أن القضية، قضية أمة كاملة ـ، من ضمن لجنة دفاع مكونة من أربع محامين، فضل ثلاثة منهم الانسحاب، تاركين إياه يقاوم لوحده.

بعدها، دعى المجاهد، كل من الصحافة والجيل الجديد إلى مواصلة النضال من خلال حمل هذا الملف الذي وصفه بأنه ملفهم، وشجعهم على مواجهة السلطة، وفك عقدة الخوف من أجل كشف حقيقة المزيفين الذين تسببوا في الانهيار الاقتصادي والسياسي والأخلاقي الذي نعيشه اليوم، والتغلب على الصعوبات التي ستعترضهم في مسعاهم لزحزحتهم والناتج عن الدعم الذي يحوزه هؤلاء من الغرب وعلى رأسهم فرنسا، وأن رحيلهم اليوم لا يكفي، بل يجب محاسبتهم واسترجاع ما نهبوه، مشيرا إلى أن شكيب خليل ليس حالة شاذة، وإنما هناك الآلاف من شكيب خليل اليوم يصولون ويجولن ويتصرفون بمقدرات الأمة، دون رقيب ولا حسيب.

توالت الاسئلة بعدها تبعا، ممن حضر الندوة، كان في كل مرة يجيب فيها بن يوسف ملوك، يعطي تفاصيل جديدة عن القضية وملامح التصميم بادية على وجهه، وبعد قرابة 3 ساعات والنصف من أطوار ندوة صادمة، تقدم رئيس حزب جيل جديد باسمه وباسم إطارات الحزب بالشكر الجزيل له على قبول الدعوة وقام بتكريمه، تم بعدها التقاط الصور التذكارية.

د/ مراد ناهي.

 

مقالات ذات صلة

إغلاق