آراء وتحاليلالأرشيف

أين نحن مما يحدث لنا ؟؟

ربّما نكون ضحايا هذه المنظومة التي تريد بنا ما تشاء ، أوربّما نكون مجرمين في حقّ وطننا لأسباب عديدة وبالتّالي فنحن مجرمون في حقّ أنفسنا.! فيا صديقي ، إن كنت وطنيًا حقًا يكرهك النّظام ، لأنّ الكثير من منتسبيه بعيدون عن الشّرعية الوطنيّة. (Backward Difference) وإن كنت انفتاحيَّا ليبراليَّا يكرهك النّظام ، لأنّه شمولي لا يريك إلا ما يرى حسب الظروف الزّمكانية. (E=mc²) وإن كنت تنادي بحكم دينيّ ، فإنّه يستعملك لإرضاء الشرق ويقمعك لإرضاء الغرب ، وفي الحالتين لن تنال شيئَا. (Zero matrix) وإن كنت علمانيَّا ، سيقصيك خوفًا من أن تفتح على النّاس أبواب الدّيمقراطية التي تهدّد وجوده.

(Reduced) وإن كنت مناضلاً حقيقياًّ ، سيتجاهلك حتى تملَّ أو تهاجر فتنهي أسطورتك بنفسك. (Decreasing) وإن كنت كاتبًا أو مختصًّا أو عالمًا نزيهًا في مجالك ، سيمارس عليك كل أنواع السّلطة والتعسّف ، لكي لا يأتي عليك يومٌ ترى نفسك مكانه. (Propagation of error) وإن كنت اشتراكيًا حقيقيًا ، سيلغيك ويحجِّمك ، لأنَّك خطر على أمواله وممتلكاته. (Divided differences) أما إن كنت رأسمالي ، فأنت منافسه ومصدر إزعاجٍ له ، بتحريضك عامَّة النَّاس على النَّجاح. (False position) في هذه الحالة يا صديقي أنت ضحية لهذه المنظومة و ما عليك إلا تقاوم محاولا عكس كل المعادلات التي يضعونك طرفا فيها. 

أمَّــــــا إن كنت “درويش” متديِّن تنتــقد الجميع بما يمليه شيوخك ومراجعك ، وتميل حيثما مالوا دون أن تحكِّم عقلك وتنتبه لأنَّهم هم من صنعوا لك شيوخًا يقودونك حيث شاؤا، أو “خبيث” تحتفل بأول نوفمبر ترحُّمًا على الشهداء و توالي فرنسا حاضرا وتاريخا ، “مهبول” علماني الواجهة ، لكن عندك مشكل مع دين واحد ، عوض الدِّفاع عن حرِّيَّة التَّـديـن ، “خرَّاد” صاحب أموالٍ مصادرها مشكوك فيها ، لكنك غير مهيكلٍ بحيث يسهل تفكيك وابتزازك، “منافق” إشتراكي لكن تغرف معهم على حساب البسطاء ، “وضيع” ذو شهادات عليا تهمُّك مصالحك لشَّخصية حتَّى وإن شاركت في صياغة وتزكية مفاسدٍ تدرك مدى خطورتها ، “مهرج” مناظل لكنَّـك في الحقيقة تسفِّه المواضيع وتضعف كفَّـــة المعارضة وتفرِّق صفها ، وتسعى من حيث تدري أو لا تدري للتفرقة بين الناس وبين الناس و مؤسساتهم ، أو تتخذ البلاهة كطريقة لمعالجة أمور. فأنت في هذه الحالة يا صديقي ، حبيب هذه المنظومة وسبب جودها ، ومسؤول مباشر عن الوضع العام الذي نعيشه مهما حاولت إقناع نفسك بعكس بذلك ، لأن نظامنا يا صديقي ينفرد بخاصيَّة فريدة في العالم ، هي كونه نظام هجين “hybrid” لا لون ولا طعم له يغير واجهته آليا، يتمدد بالإحتجاج وينكمش بالموارد ، يضرب عروقه في أعماق المجتمع في الأزمات والمناسبات متى استطاع ، وبإمكانه العيش عائما متجاهلا الجميع بدعم دولي سابق الدفع “advance payment” ، يحسن استغلال المعلومة وأصحابها ويصغي للمخابر وما تمليه. وصفة إصلاحه سهلة الفهم صعبة التَّنــفيذ في بلاد مثل بلادنا. “وحدة الصف وتقبُّــل الآخر مهما كان نوع الاختلاف ، أيديولوجي .. إثني .. عقائدي لأن الطرف الآخر يملك قدر ما تملكه بالضبط في هذا البلد ، وليس لك وصاية عليه مهما كانت دوافعك ، لسبب قوي هو أن بلادنا قولا وفعلا تحتاج الجميع في هذا الظرف بالذات، أما إن تجاوزناه ، فهنـــالك يكون متسع للنقاشات الفكرية وإبراز الإختلافات” 1+1=1 .

جلال لوز.

مقالات ذات صلة

إغلاق