ثقافاتوطني

بابور غرق..يعود من أعماق البحار!

قادمة من أعماق الماضي القريب رست منذ أيام على خشبة المسرح الوطني مسرحية بابور غرق ، 34 سنة بعد أول عرض لها  يعود سليمان بن عيسى الى الواجهة الفنية بثوب جديد ، يلتقي فيها مشاهد من جيل الثمنينات بكثير من أشواق الماضي و جيل آخر بكثير من الفضول وقد سمع و قرأ عن النص المسرحي ل بابور غرق  الكثير من أسلافه.

الديكور ..ميناء بحري ، شبكة صيد و أحبال مترامية ، صندوق خشبي و راديو قديم و أضواء هادئة في وسط سفينة شاء القدر أن تنجوا من الغرق في رمزية عن وطن تائه لم يغرق،لكنه مازال يعاني من لطمات الأمواج ، ٣ شخصيات تعكس التحولات داخل المجتمع الجزائري ما بعد الاستقلال و الحكم الاشتراكي ؛ مصطفى عياد المثقف ، عمر كندوز أ”فيريست” و سليمان بن عيسى عامل بسيط.

المسرحية تفتح فضاء على النقاشات الهامة و اليومية بداية بالتاريخ و حقائقه و أكاذيبه و السياسة و الاقتصاد و المسائل المعيشية و الحياتية ،الكل يعكس رؤية مختلفة متناقضة تعبر عن تفكك المجتمع لاعن تنوعه و اختلافه و تغيير القيم والسلوكات كل هذا في لغة عامية بسيطة غنية في المعنى و عميقة في المضمون.

١٠٠ دقيقة نص مسرحي متراتب، متراكب ، تراجيديا كوميديا تبلغ فيها معاناة الإنسان أسمى معانيها و رؤية المثقف العميقة المجروحة و جشع الإنتهازية و الوصولية ٥٠ سنة منذ بداية المشوار الفني و المسرحي يعود سليمان بن عيسى بمسرحته الخالدة ، مقدما للجمهور نصا عالميا مفتوحا يعكس الأزمة الحالية ؛ أزمة الانسان “بابور غرق”.

مسرحية تعرض على المسرح الوطني الجزايري من ١٢ الى غاية ٢٢ جوان بعدها ستكون هناك جولة عبر قطر الوطن .

لشموت عمار

مقالات ذات صلة

إغلاق