يرد أشهر مغني راب في الجزائر لطفي -دوبل كانو- في هذا الحوار الذي أجري في باريس على أسئلة ااطريق نيوز،حيث يصر لطفي على رفض الاشاعات والتهم التي تكال ضده من أطراف عدة ويشدد على حقه كفنان في التعبير عن ما بداخله وحقه كمواطن في إمتلاك رأي سياسي.
اختلطت الأمور على الناس..فهل مازال لطفي فنانا أم تغلّب عليه لطفي السياسي الذي ينتقد وينشر فيديوهات دورية يعلق فيها على الأحداث ايجابا أو سلبا مدحا وفي غالب الأحيان منتقدا؟
أولا لطفي دوبل كانو قبل أن يكون فنانا فهو مواطن جزائري بكامل حقوقه وواجباته،يمتلك وعيا ويعتبر نفسه معنيا بما يحدث في الجزائر مثله مثل المواطنين الآخرين.فمسقبل ورفاه الجزائر ليس همّ السياسيين فقط،بل كلنا معنيون بالجزائر..السياسي ،الفنان،الإمام،الأب،الإبن بإختصار كل من يدخلون في حيز المواطنة.ونحن في الجزائر للأسف لا نملك ثقافة المواطنة بعد.
كيف هذا؟
لأننا مازلنا نحصر حق إبداء الرأي في المنشغلين في الحقل السياسي فقط،رغم أن الدستور واضح فمن حق كل إنسان بل من واجبه أن يبدي برأيه وأن يشارك هموم وطنه.لهذا هناك من لا يفهمون لطفي دوبل كانو فالبنسبة لهم الفنان موجود فقط للرقص والغناء! لكن العكس هو الصحيح فعلى الفنان أن يشارك في بناء مجتمعه.
يعاب على لطفي دوبل كانو أنه كان فنانا مقربا جدا من وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي حيث يقول منتقدوه بأنه إستفاد منها ومن تسهيلات السلطة عن طريقها؟
أولا على من يقولون هذا أن يعلموا بأن الفنان لطفي دوبل كانو كان موجودا قبل الوزيرة خليدة تومي وأثناء تقلدها لمنصب وزارة الثقافة ومازال موجودا بعدها. بعبارة أخرى تواجد خليدة من عدمه لا يأثر في مسيرتي الفنية إطلاقا.
لماذا إذن يربط بعض الناس نجاح حفلات لطفي بقربه من الوزيرة السابقة؟
لا أدري..لكن عندما كانت هي وزيرة للثقافة لم يكن لدي أي مشكل لا معها ولا مع أي وزير فأنا شخص يحترم الجميع .أما عن قضية الإستفادة من تسهيلات فهذه إشاعات مغرضة فكما قالوا عني بأني أعمل لصالح رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس ،أو لصالح ملك المغرب بالإضافة إلى التهمة الجاهزة “الأيادي الخارجية” أو كذلك مؤخرا قالوا بأني أعمل لصالح رشيد نكاز وبما أني شخصية عامة “ماعليش” أتقبل هذا النقد رغم أنه نقد غير مؤسس ،يفتقر لكل دليل.
يعني مشاركاتك في الحفلات الرسمية كانت عادية؟
طبعا أنا كنت من أقل الفنانين مشاركة في الحفلات الرسمية في عشرين سنة غناء شاركت مرتين فقط في مهرجات تيمقاد الدولي،ومرة واحدة في مهرجان جميلة.وبما أنهم لم يجدوا أي شيء ضدي يلجأون لمثل هذه الأخبار الكاذبة .
على ذكر رشيد نكاز ماهي علاقتك بالضبط به وهل ستسانده في التشريعيات المقبلة ؟
رشيد نكاز أعتبره كأخ وكصديق فتقريبا نملك نفس السن،لكن هذا لا يمنع أني انتقده أكثر من مرة لأنه يفتقد لبرنامج واضح المعالم.ولا يملك فريق عمل موسع.وطبعا كل هذه الإنتقادات موجه لنكاز السياسي لا لنكاز الصديق الذي أحترمه طبعا.وانا لم أنخرط في الفعل السياسي بشكل رسمي بل أبدي برأيي فقط.
يقولون أن دوبل كانو ساكن في فرنسا وينتقد من وراء البحار أوضاع الجزائر؟
لا ألوم من يطلق مثل هذه المقاربات التي لا تملك أي معنى ،فحب الوطن ليس مقصورا في حيز جغرافي بل يتعداه إلى آفاق أوسع وأرحب،والتاريخ علمنا أن العديد من أبطال الجزائر كانوا خارجها لسنوات طويلة مثل محمد بوضياف والشاعر مفدي زكرياء ،كريم بلقاسم وحسين أيت أحمد وقبلهم جميعا الأمير عبد القادر،وفيدرالية جبهة التحرير الوطني في فرنسا.فلكل واحد منا ظروفه ولا يجب أن نستسلم لنظرية المؤامرة وهناك ملايين جزائريين في فرنسا لا يمكننا أن نخونهم بهذه السهولة.
في الأخير ما رأي دوبل كانو في واقع الفن الجزائري حاليا؟
الفن الجزائري اليوم ببساطة حاله مثل حال المجلات الأخرى،أي يعيش إنحدارا وضعفا حقيقيا.وطبعا المشكل ليس في نقص الكفآت إنما في سوء التسيير.
حاوره للطريق نيوز
عبد الرزاق غضاب
