الأرشيفسياسة

بن فليس يدفع نحو المقاطعة وجناح يضغط للمشاركة

 

تعيش قيادة حزب طلائع الحريات، ضغوطات كبيرة بسبب انقسام كبير في الحزب بين دعاة المشاركة والمقاطعة في الانتخابات التشريعية، ما جعلها تترك مساحة واسعة لنفسها لامتصاص الغضب الداخلي وبلورة موقف يلتفّ حوله الجميع حتى لا ينفجر حزب المترشح السابق للرئاسة.

تهدّد الانتخابات التشريعية المقبلة، بخلق مشاكل حقيقية داخل حزب “طلائع الحريات”، بسبب قرار المقاطعة الذي يدفع باتجاهه رئيس الحزب ومجموعة كبيرة من القياديين الذين يرفضون أن يقزّم الحزب في الانتخابات، بسبب تشكيكهم في نزاهتها، واستبعادهم لحصول الحزب على نتيجة إيجابية من خلال المشاركة في هذا الموعد الاستحقاقي. لكنّ بن فليس والقيادات المقرّبة منه، تواجه غضبا داخليا من قبل قيادات أخرى تعوّل كثيرا على هذا الموعد الاستحقاقي للتموقع في مناصب المسؤولية وبدايتها بالبرلمان، وترفض هذه القيادات ومن بينها مؤسسو الحزب، أن تبقى تتبنّى خطاب معارضة راديكالية وتفضّل خيار المعارضة من الدّاخل. وينتظر أن تفصل اللجنة المركزية لطلائع الحريات شهر جانفي المقبل في موقف الحزب من الانتخابات، ويشير تأجيل رئيس الحزب موعد اجتماعها إلى ترك هامش كبير من الترتيبات لنفسه من اجل إقناع الراغبين بالمشاركة، وهي المهمة التي تبدو صعبة مقارنة ب”مناضلي الكرسي” الذين انضمّوا إلى الطلائع خلال الأشهر الأخيرة “طمعا” في الترشح. في سياق ذي صلة، زاد بن فليس تأكيد موقفه الشخصي المبني على ضرورة مقاطعة التشريعيات، خلال اجتماعه بقطب المعارضة، الذي تشكله مجموعة أحزاب مساندة للمترشح السابق للرئاسيات في 2014، وأكد بيان صادر عن القطب اليوم أن أعضاءه ثمّنوا محتوى المذكرة المعلن عنها من قبل هيئة التشاور والمتابعة والمتعلقة بتراجع المكتسبات الديمقراطية في الجزائر، معتبرين أن هذه الاستحقاقات ليست رهانا للتغيير في الظروف الحالية بسبب الغش السياسي والتزوير الانتخابي، كما وجهوا التحية لأعضاء هيئة التشاور والمتابعة على تماسكهم، داعين إلى صيانة هذا التماسك من أجل الهدف الأسمى المتمثل في إخراج الجزائر من الأزمة المتعددة الجوانب وإعادة السيادة إلى الشعب الجزائري وحده في اختيار ممثليه في مؤسسات الجمهورية.

محمد مختاري

مقالات ذات صلة

إغلاق