الأرشيف

تخمة مبادرات سياسية دون تجسيد !

 

مرت سنتين على طرح   جبهة القوى الاشتراكية  لمبادرة الاجماع الوطني من أجل إنقاذ البلد  من الأزمة، وأكثر من سنتين عن مؤتمر مزفران الذي شهد ولادة “مريحة” لمبادرة التنسيقية من أجل الانتقال الديمقراطي  وأقل  من سنة عن ميلاد المبادرة السياسية الوطنية من أجل التقدم في انسجام واستقرار بقيادة جبهة التحرير الوطني . ولا شيء تغير من  يومها حيث تبقى كل هذه المبادرات حبرا على ورق الإعلاميين وشعارات في ألسن السياسيين ،فلا هم يعترفون بفشل مبادراتهم ويطرحون جديدا عله ينعش مياه سياسة راكدة ولا هم نجحوا في الوصول إلى اتفاق خاصة وأن مقارباتهم السياسية وعلى اختلافها تتقاطع بل يكاد يكون الاختلاف شكليا فقط.

  تحولت المطالبة بالإجماع الوطني إلى ثابت في الخطاب السياسي لحزب جبهة القوى الاشتراكية منذ أكثر من سنتين ،حيث لا يمر أي نشاط للحزب وطني  كان أم محلي دون  أن يضع القائمون  على حزب الدا الحسين “مبادرة الاجماع الوطني فوق طاولة النقاش” رغم أن  ندائهم  قوبل بالرفض بعد تماطل من طرف الموالاة في حين شنت عليه المعارضة هجوما شرسا صاحبه تراشق  إعلامي ساهم في إبعاد وجهات النظر وتواصل الاستقطاب الحاد بين الطرفين ،حيث لم يدعوا الأفافاس أي حزب أخر لجامعته الصيفية كخطوة أولى لإذابة الجليد.

من جهتها لم  تحافظ التنسيقية  على الزخم الكبير الذي رافق انعقاد  مؤتمر مزفران حيث تلاشت تلك الهالة الإعلامية شيئا فشيئا مع غياب تجسيد  واقعي ولو لأبسط الُمقترحات وبقاء “الانتقال الديمقراطي” شعارا خاصة مع غياب أي اتصال جماعي للتنسيقية مع  السلطة على الأقل كخطوة أولى لتجسيد مشروعها ،بل بالعكس تجد التنسيقية اليوم نفسها مجبرة على  خفض  سقف مطالبها والاقتناع بالأمر الواقع المتمثل في الدخول في التشريعيات المقبلة رغم عدم تلبية السلطة لشروطها .موقف دفع جيل جديد إلى الانسحاب من التكتل وبداية  ظهور أزمات داخلية صامتة وعلنية خاصة في حركة مجتمع السلم ،كما يبقى مناضلو التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية يترقبون ما ستقرره مؤسسات الحزب حيال الاستحقاق القادم خاصة بعد الحملة الشرسة التي قادها الأرسيدي سابقا ضد المشاركين في تشريعيات 2012 .

 

  أما المبادرة السياسية الوطنية من أجل التقدم في انسجام واستقرار بقيادة جبهة التحرير الوطني بالإضافة إلى الجدار الوطني لرئيس  حزب تجمع أمل الجزائر تاج عمار غول ، فيمكن القول  بأنها بقيت وفية لبداياتها الضعيفة حيث عجز الأفلان عن  استقطاب أو اقناع الأرندي بالدخول في الصف بعد أن طرح هذا الأخير تحالفا  رئاسيا مكرر رفضه سعداني  مذكرا غريمه بأن حزبه يُتبع ولا يتبع،كما غاب بن يونس  وحركته عن مبادرة الأفلان في حين اجتمعت أحزاب صغيرة في مقر  خاوي على مدار السنة وغاب صوت المبادرة سياسيا وواقعيا مباشرة بعد اجتماع القاعة البيضاوية.

هذا دون ذكر مبادرات أخرى أغرقت الساحة السياسية في ضبابية لم تخرج منها بعد على بعد أقل من عام عن تشريعات لم تتضح ملامحها كليا لحد الان.

جعفر خلوفي

مقالات ذات صلة

إغلاق