آراء وتحاليل

الابن السياسي غير الشرعي لتركيا .. بقلم جمال الصغير

علاقة تركيا مع إسرائيل غير جديدة وليس حديثة اليوم أو الأمس وإنما لسنين طويلة فرضت الأزمات الدولية عليهم أن يكونوا على توافق دبلوماسي،لكن العلاقة كان يسودها التوتر والقلق بعد حادثة أسطول الحرية والاعتداء عليها بواسطة فرق من الجيش الإسرائيلي، لكن ما حدث اليوم هو اتفاق له نظرة سلبية عند العرب وإيجابية عند من يعرفون فقط مصلحة تركيا،من ظن أن تركيا اليوم هي خلافة الأمس وجيوشها تقهر أي عدو يتربص بالمسلمين عليه أن يعيد ذاكرة التاريخ جيدا، كمال أتاتورك هو من أنهى خلافة دامت لقرون وهو من أعطى للعلمانية وجه أخر سيطر ت على عقول الناس، علينا أن نقبل الحقيقة أن الأتراك ليسوا عرب وإنما يجمعنا دين واحد معهم،ما يحدث لهم بسبب منطقتهم الإستراتجية بين حروب شرق الأوسط وحدودها مع سورية تفرض عليهم تغيير منهجية الدبلوماسية الخارجية لهم،من ناحية السياسية الاتفاق له عوامله على تركيا فقط،ومن ناحية الإسلامية هي خيانة جعلت تركيا تلتحق بقافلة الإمارات والمغرب وقطر الذين لهم شراكة تجارية وسياسية مع دولة إسرائيل . أردوغان الابن السياسي الغير الشرعي لكمال أتاتورك،فكك جموع العرب وجعل خيبتهم في ظنهم أنه القائد وأمير المؤمنين بصيغة حديثة، شرب الويسكي مع رؤساء الغرب،وجلس في طاولة مع متحولين جنسيا ، و فتح بلاده لكل الأمور الفاسقة التي تهدم الإسلام ، الابن يكمل عداد الذي تركه أبوه من علمانية الحاقدة على صفاء الإسلام ، أنا مع كل تحليل جيو سياسي يجعل من الإبن الغير الشرعي هو بطل تركي اخرج الأتراك من الضياع المافيا إلى تطور الاقتصادي ، تركيا كانت بين منحدر المخدرات والقتل العشوائي،لكن بفضل حزمة من القرارات الإيجابية في تركيا أخرجت الإبن الغير الشرعي من السجن وحضرته وصنعت منه رئيس على جمهورية العلمانية التركية، إنها وراثة قومية من أتاتورك إلى أوردغان لا ترى إلى مصلحة الأناضول ولو على عبء العرب وتشويه صورتهم الحضارية الإسلامية . عندما تضع الثقة العمياء في إبن سياسي غير شرعي يريد أن يكمل الدمار المحتوم الذي تركه أتاتورك ، فهو خطأ كبير وقاتل من دول التي كانت تعول كثيرا على تركيا في إنهاء حروبها للخروج من مستنقع الربيع العربي، أن يكون مصدر الثقل الأكبر لجمعية علماء المسلمين في العالم إسطنبول هو خيانة العظمى للإسلام إذا كانت هناك نية صالحة لهذه الجمعية عليها أن تتبرأ من تركيا بعد هذا الاتفاق مع بني صهيون،المفروض ليس وقت العتاب لتركيا في اتفاقها مع إسرائيل لأن مصلحة تركيا عند الأتراك هي أعلى من العرب ومشاكلهم ، الرجل ينظر إلى صالح وطنه ولو على دين الإسلامي ، العلمانية كانت طريق مفتوح لتختار تركيا صف الأقوى ، في نفس الوقت كان لها ثقل كبير لتصنع إمبراطوريتها الغائبة من ضعفاء العرب، إلا أن تطورات الشرق الأوسط الجديد وأحداثه اليومية تغير حسابات أي شخص يفكر في ان يكون أقوى لحماية حدود بلاده ، دخول طائرة روسية في محور الجور التركي وإسقاطها غير كل الأوهام التي رسمها الأتراك لبداية زرع مراكز إمبراطوريتهم الجديدة من مساعدة الجيش الحر السوري ، في تدخل في اليمن ، الإبن الغير كان يريد من تزايد مستمر للبحث عن تقوية الجبهة الخارجية لتركيا إلا أنه أجبر على معانقة أهل الغرب بدل من الإسلام بسبب العدوان الموجود على غرار أن تركيا بوابة أوربا ، مصلحة التركية هي الأهم من بروز اتفاقيات مع دول عربية ليس لها تنمية أو قوى أمنية كبيرة ، لذلك الاتفاق هو أساس الحماية وإطلاق شعاع ضوء في ظلمات كبيرة ، أولها الشروع في تقديم طلب للانضمام إلى الإتحاد الأوربي وهذا ما يجعله رجب طيب أوردغان بطل قومي في نظر الأتراك. شرعية رجب طيب أوردغان ليس لها شكوك أو انفصال أو معارضة،إنما لها تحديثات غير مقتنعة باقترابه من العرب ومن شلة المسلمين وتقديم لهم أنه هو الخيار الوحيد لهم وقائدهم الجديد إلا أنه أهلك ودمر الجميع بالاتفاق الصهيوني ، ليس من أجل غزة على غرار خطابته الشهيرة ، أو بانما ، أو سوريا ، وإنما من أجل رد الاعتبار إلى عائلات التركية الذين ماتوا في الهجوم على أسطول الحربة ، من حقه أن يضمن حقوق لشعبه ، وليس من حقه أن يتلاعب بالمسلمين ، وسيكون من عيب إن لم يستفيد الجميع من درس أوردغان الحديث مصلحة تركيا هي أهم من كل بقاع الأرض
بقلم جمال الصغير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق