آراء وتحاليلوطني

الموتى يتهامسون .. بقلم فاتح بن حمو

fate

تسلل إلى مسامعي كلام أحدهم وهو يقول له أفرغ الماء من اليمين إلى اليسار؛ وكلام آخر إكتشفت من خلاله أني عند الغسال، لأنه من المفروض أني ميت فقررت الإستمرار في الموت، وبعدما تم تغسيلي جاء دور الكفن، وبعدها وضعوني في تابوت وطال بي الإنتظار حتى جاء وقت حملي إلى أهلي لإلقاء النظرة الأخيرة وعندما أدخل النعش بيت العائلة سمعت نواحا وبكاءا كثيرا رغم أن موتي كان متوقعا، وبعدها تم نقلي إلى المسجد للصلاة علي تمهيدا لدفني بعد صلاة الظهر ، ولما وصلنا إلى المقبرة سمعت الناس وهي تتدافع لدفني وتتسابق على رمي التراب عليا رغم أن الأمر لم يكن كذلك في حياتي فلا اذكر اني طلبت مساعدة ووجدت الناس تتسابق لمساعدتي مثلما تفعل اليوم!! ، ولما تم كل شيء ، بينما كنت انتظر سؤال الملكين جاءوا ونبشو قبري وتم اخراجي، فتساءلت هل مت؟ مالذي يحدث؟ أم أن الأمر مازال يحتمل شيئا من الوقت بدل الضائع؟ وجدت نفسي بين جماعة تظهر عليهم علامات الراحة والترف وتم نزع الكفن وتم إلباسي لباسا رسميا نقيا يبعث على الحياة في نفس الميت، وتم نقلي بسيارة من نوع أوودي سوداء، وفي الطريق وجهت كلامي لمن كان بجانبي ما الأمر قال لقد تم استدعائك لمهمة رسمية خدمة للبلاد والعباد ولا أظنك تتأخر!! قلت طبعا طبعا….. في الطريق كنت أراقب كل شاب يجلس في مقهى أو على قارعة الطريق وبعدها طرحت عدة أسئلة على مرافقي، هل عقرت الجزائر على أن تلد من يديرون شؤونها حتى يعتمد علي وأنا في أرذل العمر؟ متى يسلم للشباب المشعل؟ هل أخذ الشباب الفرصة ليخدم بلده؟ أم أن الشباب استقال من العمل السياسي؟ أم أن النظام وصل إلى حاله الزهايمر؟ فقال :إن الشباب الذي تتحدث عنه لا يهمه أمر السياسة هو يريد أن يعيش عيشة مثل افلام هوليود ويريد أن يشتري سيارة ويتمتع بأغاني الراي ومشاهير الملاهي ولا هم لهم بالسياسة ولا بحال البلاد، كما أنهم فضلوا لونساج على الإبداع والابتكار وفضلوا الحرقة على العمل داخل البلاد ، كما نخرتهم المخدرات والجريمة، إلا أن منهم فئة قليلة وهي في تزايد تقلق مضجعنا تريد العمل من أجل جعل كل الأمور تجري في نصابها وافتكاك الحقوق السياسية والمدنية وافتكاك الحكم منا لكنهم لن ينجحوا مادام أن مخ فخامته يشتغل ومن نتاجه أنه إعتمد عليك وانت جاوزت السادسة و الثمانون من عمرك، والله يبارك كلك حيوية ونشاط.وستمثله في المحافل الدولية والإقليمية …….. آآآه لو كنت وزيرا

فاتح بن حمو 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق