نفيسة تلك البنت العاشقة التي تحب زوجها وعملها وتتمنى أن تؤسس أسرة كبيرة،كانت حياتها سعيدة، مليئة بالحب، تعيش في بيت متواضع مع زوجهامحمد…
في أحد اليالي لم يعد زوجها من العمل،انتظرته كثيرا وغلبها النعاس ونامت ..كانت تعتقد أنها ستجده في الصباح الباكر في البيت بجانبها، لم تجده!وجدت في مكانه فراغا موحشا ..اتصلت بمقر عمله …لا أحد يرد ،ماذا تفعل ؟ هاتفه مغلق، فكرت أن تلجأ إلى الشرطة لكن خافت أن تسبب له مشاكلا لا قبل له بها ، لم تعد تستطيع أن تذهب إلى العمل،خوفا من يأتي ولا يجدها في البيت،كانت تعاني في صمت ..إلى أن أتى اليوم المشؤوم ، يوم تلقت نفيسة ضربة قضية من زوجها،أرسل لها ورقة الطلاق وكتب وقال بأنه سافر إلى إنجلترا من أجل الزواج..كأن كل عالم نفيسة خرّ فوق رأسها..لم تتوقف مشاكلها هنا ، فنفيسة لم تكن محظوظة في حياتها فبعد أن أخذوها للمستشفى للمعالجة من أثر الصدمة وبعد تحليل الأشعة ظهر أنها مريضة بسرطان البنكرياس،ضربة ثانية جعلتها تفقد صوابها، وبدأ عقلها يلّح عليها بكلمة واحدة فقط.. الانتقام !
،كانت لها صديقة مقربة تدعى سمية ، كانت تعرف قصتها جيدا مع زوجها الهارب فقالت لها:
_ صديقتي طالما الموت يحوم حولي يجب أن أجعله يتألم مثل ما خدعني .
_ لكن ماذا ستفعلين ببه ؟؟
_ أعرف مشعوذ في الصحراء يستطيع أن يقلب حياة محمد إلى جحيم .
_ طالما كان يخدعك يا نفيسة دعينا نذهب إلى هذا مشعوذ ونرى ما يحصل .
عندما دخلت نفيسة على المشعوذ و أخبرته بقصتها قال لها :
_ الأمر صعب لكن هناك طريقة نستطيع بها أن نجعله يركع .
_ ما هي يا حضرة الشيخ أخبرنا عنها مستعدة أن أفعل أي شيء.
_ لقاء الشيطان هو الأمر الوحيد الذي يجعلنا نتحكم في زوجك لأنه بعيد.
_ وما هو المطلوب يا حضرة الشيخ من أجل لقاء الشيطان؟؟
_ نقدم له طفلا كقربان لإثبات محبتنا، هذا إذا كنت مهتمة بانتقامك من زوجك .
_ نعم يا شيخ أعطني 48 ساعة وسأحضر الطفل وأفعل به ما تشاء المهم يحصل ما أريد .
_ حسنا أنا أنتظر من أجل الطقوس .
كان طفل صغير في العمارة التي تسكن فيها نفيسة يدعى صهيب عمره 06 سنوات ، والده مات في حادث وليس له في الدنيا إلا أم وحيده تعليه .. كان الطفل مرات يبقى عند نفيسة كثيرا من أجل رعايته في غياب أمه،لأنهم كانوا جيران وفي طابق واحد ،فكرت كثيرا كيف تخطف الطفل إلى أن اهتدت الى فكرة شيطانية،قامت بدعوة صهيب وأمه إلى العشاء،كانوا يحبون كثيرا نفيسة لدرجة أنهم لم يلاحظوا جنونها من اجل الانتقام..عشاء فاخر لم ترى مثله أم صهيب مند سنين فنزلت على الأكل و بدأت تأكل بشراهة كبيرة وكأنها لم تأكل مند أيام طويلة،إلا أنها لم تكن تعرف أن نفيسة تخطط لقتلها،و ما هي إلا 20 دقيقة حتى بدأت أم صهيب تتنفس ببطيء شديد وتحفر السماء بحثا عن الهواء،وتحاول أن تطلب النجدة من نفيسة،لكنها لم تأبه لها وأحضرت حقنة “دورميكيوم” وحقنت صهيب وبدأت تقول :
_ يا بني لن يحدث شيء لأمك لا عليك.
_ حسنا خالة نفيسة
لقد وضعت الشقية في الأكل الذي كان بجانب أم صهيب سم “السيانبد”،سبب لها ضيق في التنفس وعدم الحركة بسبب شلل في تدفق الدماء إلى عضلة القلب،وما هي إلا دقائق من صراع مع بطء في التنفس، حتى توقف الأكسجين تعلمت نفسية كل هذا من عملها كممرضة سابقا…
سمعت أصوات الام وهي في حشرجة الموت ودارت اليها وقالت :
_ أم صهيب موتك أحسن من مشاهدة ابنك يذبح ويقدم لشيطان.
ماتت أم صهيب، ونادت نفيسة :
_ لقد انتهى الأمر يمكنك الصعود !!
عندما قررت نفيسة أن ترتكب الجريمة،فكرت كثيرا كيف تتخلص من جثة أم صهيب، إلا أنها اتفقت مع أحد رجال العصابات وسددت له مبلغ 50 مليون جزائرية من أجل أن يدفن أم صهيب بعيدا عن الحي الذي تسكن فيه، فتحت عليه الباب دخل وهو مرتدي قفازات ومعه كيس كبير أسود ،فقال لها :
_ ما هذه السرعة التي قتلت بها الأم بدون قطرة دم .
_ إنه العلم تستطيع به أن تعالج الناس أو تقتلهم به، لن تفهم هذه الأمور .
_ معك حق،أنا أفهم فقط لغة المال أين أموالي ؟؟
_ لقد وضعت في حسابك 25 مليون وبعد أن تتم العملية ،وتتخلص من الجثة بطريقة سليمة سأبعث الباقي.
_ حسنا اتفقنا إنه الوقت المناسب للخروج بالطفل ، عليك أن تغادري الآن .
_ نعم كل شيء تحت السيطرة قم بعملك وأخبرني حينما تنتهي .
أخذت نفيسة الطفل واتجهت إلى الصحراء،وفي طريق قام صهيب بعد تنوميه بحقنة دورميكيوم وبدأت ينازع مثل الذي يرى كابوس في أحلامه..ماما.ماما..توقفت نفيسة في طريق وأردت أن تعطيه حقنة ثانية،لأن طريق مازالت طويلة،إلا أنها لم تنتبه بأن الشرطة على مسافة قصيرة من مكان توقفها،جاء أحدهم إليها وقال:
_ هل تحتاجين مساعدة سيدتي ؟؟
_ لا سيدي شكرا لا أريد أن أتأخر .
لاحظ الشرطي قلقها الواضح والعرق الذي يحوم حولها وكأنها هاربة من الشيء،إضافة إلى الطفل النائم وأمامه
بعض علب للأودية واضح أنها حقنة فقال لها :
_ هل ممكن وثائق السيارة ؟؟
_ عندي جنازة وأنا متأخرة كثيرا هل ممكن تفتح طريق ؟
_ حسنا تفضلي .
بمجرد أن ابتعدت قليلا ، كان قد سجل رقم لوحة السيارة وبدأ ينادي في اللاسلكي :
_امرأة دون 35 سنة سيارتها من نوع[فولكس فاجن باسات]سوداء لون، رقم لوحتها 2927910715، هناك شك أنها تختطف طفل يبلغ 06 سنوات، وهي في طريق الوطني رقم 22 ولاية النعامة
رد عليه أحدهم وقال :
_ بل هي الهدف المطلوب لقد ارتكبت جريمة وخطفت طفل.
كانت الشرطة تعمل ليلا نهارا تحاول أن توقف جريمة اختطاف الطفال ،جندت الجميع لهذا البلاغ من أجل إيقاف نفيسة،و عند دخولها إلى دائرة عين الصفراء،طلبت منها دورية من الشرطة أن تتوقف لكنها لم تلبي النداء ولم تسمع لهم ،فانطلقت سيارات الشرطة وراءها ،بعد مدة صغيرة من المطاردة اصطدمت شاحنة قادمة من الطريق المقابل بسيارة نفسية وأفقدتها السيطرة
،سارعت الشرطة من أجل إخراج نفيسة والطفل،صهيب تلقى إصابة كبيرة على رأسه،في حين أصيبت هي بكسور في القدم اليسرى، وسرعان ما طلبت لهم الشرطة الإسعاف وثم نقلهم على جناح السرعة إلى مستشفى ، وفي الصباح دخل ملازم الشرطة على نفيسة وقال لها :
_ الحمد الله على سلامتك
_ شكرا سيدي
_ أنت متهمة بقتل السيدة صابرين بن عيون أم الطفل صهيب.
_ نعم أعترف أني قتلها ولكن أخبرني عن صهيب.
_ هو في العناية المشددة وإذا ظهر عليه أثر التنويم يعني جريمة أخرى .
_ ما هو الخطأ الذي ارتكبته ؟ .
_ صديقتك سمية هي من بلغت عنك ، و رجل العصابات الفار من العدالة اعترف بكل شيء ، لن ينفعك الندم !
-لم أندم!
