دولي
أخر الأخبار

صحيفة لوموند الفرنسية: المغرب يشهد انفجارا جنسيا!

طريق نيوز : “المغرب يشهد انفجارا جنسيا” “أفريقيا الحميمة”، هكذا عنونت جريدة ” لوموند ” مقالا لها يدعو من خلاله يدعو البروفيسور عبد الصمد الديالمي إلى الاعتراف بالحريات الجنسية في المملكة الشريفية.

و دعا البروفيسور الديالمي إلى أنه ” يجب أن تكون الحرية الجنسية حقا أساسيا. أنا مقتنع تماما بهذا وبكل مسيرتي الأكاديمية ودوراتي وأبحاثي وكتاباتي كانت تهدف إلى محاربة المحرمات التي تقمع الحياة الجنسية للشباب المغربي. حتى اليوم ، يجبرون على الزواج وتكوين أسرة من أجل أن يعيشوا حياتهم الجنسية بشكل قانوني. خلاف ذلك ، فإنهم يخاطرون بالوقوع في مخالفة القانون. وتعاقب المواد 489 و 490 و 491 من قانون العقوبات على المثلية الجنسية والجنس قبل الزواج والزنا، على التوالي. منذ عام 2007 ، كنت أدعو إلى إلغاء هذه المواد القاتلة للحريات”.

مشيرا إلى أن هذا الالتزام يعود إلى سبعينيات القرن العشرين. قائلا : ” كان عمري 23 عاما وكنت مدرسا للفلسفة في المدرسة الثانوية عندما صادفت كتاب فيلهلم رايش ، الثورة الجنسية ، الذي نشر في ألمانيا عام 1930. بعد قراءة هذا ، طلقت زوجتي. لم يكن لدي ما ألومه به ، كنا سعداء ، لكنني رأيت ذلك دليلا على التزامي بالثورة الجنسية. وبنوع من الصدفة ، قضيت عاما في Cité U في نانتير”.

واسترسل قائلا : ” بالعودة إلى المغرب بعد عام، عشت الثورة الجنسية يوما بعد يوم وحولت التزامي إلى مشروع أطروحة. كان هذا العمل التخرج حول الحياة الجنسية للشباب المغربي هو الأول من نوعه في البلاد. وأظهرت أطروحتي التي دافعت عنها عام 1980 ونشرت باللغة العربية عام 1985 من قبل Editions maghrébines تحت عنوان المرأة والجنسانية في المغرب، أن الشباب محجوبون في حياتهم الجنسية من خلال حظر مزدوج، ديني وقانوني”.

البروفيسور الديالمي يرى أنه في المغرب، كما في أي مكان آخر، استمر متوسط العمر عند الزواج الأول في الانخفاض. وهو الآن 26 سنة للفتيات و 32 سنة للفتيان. أثناء انتظار الزواج ، ومن أجل التوفيق بين الرغبة والمحرمات ، يمارس الشباب الجماع دون افتراق. واشار انه : ” في عام 2000 ، وضعت نظرية لهذا الشكل من النشاط الجنسي الذي يتجنب الإيلاج المهبلي من خلال خلق مفهوم “العبث الجنسي المكاني”. وهو يغطي النشاط الجنسي غير المكتمل والملطف ، والذي يحدث غالبا في أماكن غير مناسبة: مراحيض المقاهي أو القطار ، والسلالم ، والأقبية ، والمدرجات ، وغرف السينما ، والسيارات ، إلخ”.

من أجل الإصلاح القانوني
بالطبع، الشباب المغاربة من الطبقات العليا لا يعرفون هذه الحدود. لقد كسروا محرمات العذرية والحفاظ على غشاء البكارة. السحاقيات يهجرن بعضهن البعض ويرفضن الدخول في زيجات من جنسين مختلفين. يتزوج المثليون جنسيا من بعضهم البعض بمجرد قراءة السورة الأولى من القرآن (الفاتحة) بحضور شهود مثليين لإضفاء الشرعية الإسلامية على اتحادهم، حسب نظرة البروفيسور.

بالنسبة له يقول البروفيسور الديالمي، : ” المغرب يشهد انفجارا جنسيا. أصبحت ممارسات ما قبل الزواج واسعة الانتشار منذ سبعينيات القرن العشرين. يضاف إلى ذلك تطور الدعارة والمثلية الجنسية المفترضة. سلوكيات متجاوزة متعددة المخاطر يمكن أن يكون لها عواقب سلبية. وحدثت زيادة في العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، والأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، وحالات الحمل غير المرغوب فيه، والإجهاض السري، والأطفال المولودين خارج رباط الزوجية”.

لكنني متفائل. هكذاعبر البروفيسور عن شعوره : ” هذا الانفجار ليس سوى خطوة واحدة في الانتقال من الأعراف والممارسات الجنسية وفقا للإسلام إلى الأعراف والممارسات الجنسية الحرة. تم علمنة القوانين في نهاية المطاف لتعكس تطور النشاط الجنسي المغربي. تم تأسيس حقوق الإنسان كمرجع أعلى، إلى جانب الإسلام، في الدستورين المغربيين لعامي 1996 و 2011. على هذا الأساس أبني نضالي. الأمر ليس سهلا دائما”.

عملي ، يقول الديالمي وخاصة دراستي الاستقصائية حول الذكورة في عام 2000 ، أكسبني تهديدات بالقتل في اليمن والمغرب ، مما دفعني إلى أن أصبح أستاذا زائرا في جامعة رين الثانية في 2003-2004 ، بدعم مالي من جامعة شيكاغو.

واسترسل قائلا : ” لم يجرؤ نائب مغربي وحيد من الحزب الاشتراكي الموحد حتى عام 2019 على مطالبة البرلمان بإلغاء المواد التي تجرم الجنس قبل الزواج والمثلية الجنسية. هذا مطلب غير مسموع سياسيا لأن الحريات الجنسية هي ورقة سياسية وانتخابية خاسرة. قلة من المغاربة على استعداد للتشكيك في القانون الجنائي، الذي يعتقدون خطأ أنه مأخوذ من القرآن”.

و ختمت لوموند المقال باعتراف الديالمي أنه تزوج مرة أخرى في عام 1981 وأب لأربعة أطفال ، قائلا توقفت عن الحملة من أجل ثورة جنسية راديكالية. أنا أدعو إلى الإصلاح القانوني، أي الاعتراف بالحريات الجنسية والحق في الإجهاض، والإصلاح التعليمي الذي سيؤسس التربية الجنسية دون المحرمات في المدارس، والإصلاح الثقافي لبناء ذكورة غير عنيفة تجاه المرأة.

و تجدر الاشارة إلى أن عبد الصمد الديالمي باحث مغربي في علم الإجتماع من مواليد الدار البيضاء عام1948 ، أصدر أكثر من عشرين كتابا، بالعربية و الفرنسية منها : المرأة والجنس في المغرب” (1985)، و”نسائية، أصولية، صوفية” (1997)، و”سوسيولوجيا الجنسانية العربية” (2008)، و”الانتقال الجنسي في المغرب” (2015). وهو خبير لدى منظمات دولية ومؤسسات وجمعيات وطنية في المغرب في مجالات الصحة الجنسية والإنجابية ومقاربة الجندر.

مقالات ذات صلة

إغلاق