يُواصل أحادي أكسيد الكربون حصد أرواح المواطنين في صمت، بالنظر إلى الأرقام المتزايدة لحالات الوفيات المُسجلة بمعدل يومي تقريبا، فقد سجلت مصالح الحماية المدنية، أثقل حصيلة بوفاة 18 شخص في اقل من 48 سا من جرّاء التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون، وهو ما تسبب في حالة حزن عارمة.
تواصلنا مع الخبير الدولي في الغوص و مستشار بوزارة الصيد البحري سابقا في مجال طب الاكسجين ذات الضغط العالي، الدكتور أمير بركان، الذي أكد لنا انه قدم حلول منذ عشر سنوات للتقليل من الوفيات بهذا القاتل الصامت باستعمال تكنولوجيا موجودة منذ سنوات وهي غرف اكسجين ذات الضغط العالي.
حيث ناضل الخبير لسنوات لتقنين الاختصاص مع وزارة الصحة،من خلال قيامه بفتح شركة خاصة بين سنة 2015 و 2017 لاستراد ثم تصنيع هذه الغرف انتهت بافلاس الشركة لغياب الارادة لاقتناء الغرف بداية بالمستشفى الجامعي لعنابة في 2016.
ثم بعدها حاول الدكتور بركان إجراء محادثات مع وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السابق، عبد المالك بوضياف لتقنين الاختصاص و فتحه للقطاع الخاص انتهى المشروع بذهاب الوزير،وضاعت معه كل محاولات الخبير في تجسيد المشروع لإنقاذ الكثير من الأرواح.
و للإشارة فقد تعززت مصلحة الإستعجالات الطبية والجراحية للمركز الإستشفائي الجامعي لوهران بغرفةالضغط العالي الاكسجين السنة الماضية.
و تعتبر هذه الغرفة الأولى على مستوى التراب الوطني التي تم اقتناؤها من طرف المستشفيات العمومية والخاصة، بعدما وقع الإختيار على المركز الإستشفائي الجامعي “الدكتور بن زرجب” لإقتناءها حيث تضمن المعالجة بالأكسجين العالي الضغط.
كما يوجد بالحميز مركز تابع للحماية المدنية افتتح رسميا سنة 2016 لكن غير متاح لجميع المواطنين بل للغواصين فقط.
ويعتبر العلاج بالأكسجين عالي الضغط (HBOT) هو نوع من العلاج يتنفس فيه المريض أكسجين بنسبة 100% عند ضغط يزيد عن 1 ضغط جوي (ATA). في غرفة الأكسجين عالي الضغط، يكون ضغط الهواء أعلى بثلاث مرات من ضغط الهواء العادي. في ظل هذه الظروف، يمكن لرئتيك أن تتنفس كمية من الأكسجين أكثر مما تحصل عليه إذا تنفست الأكسجين النقي عند ضغط الهواء الطبيعي.
ينتقل الأكسجين بعد ذلك عبر الدم حول الجسم مما يحفز إطلاق مادة تسمى عوامل النمو والخلايا الجذعية التي تعزز قدرة الجسم على الشفاء. الهدف من العلاج هو زيادة مستوى الأكسجين المذاب في البلازما حتى 15 ضعف الكميات الطبيعية مما يساعد في علاج العديد من الأمراض.
كما يعد العلاج بالأكسجين عالي الضغط علاجًا موثوقًا لمرض تَخْفيفِ الضَّغْط (داءُ الغُوَّاص) والتسمم بأول أكسيد الكربون، ومع ذلك فقد استخدم في السنوات الأخيرة على نطاق واسع لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض التي تتسبب في عدم وصول الأوكسجين إلى العظام والأنسجة. ومن بين هذه الأمراض مرض طنين الأذن والأمراض الناجمة عن العلاج الإشعاعي، وأمراض العظام وعند التعرض لجروح أو بعد عمليات زراعة الجلد غير الناجحة وزراعة الأعضاء الاصطناعية أو عند معالجة الحروق، الوعكات القلبية idm، امراض العيون، مرضى حوادث الغوص العميق بالإضافة إلى تحضير الرياضيين النخبة.
وطالب الخبير أمير أبركان، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بالتدخل شخصيا في هذا الملف لتقنين الاختصاص و فتح التكوين الجامعي للاطباء و اقتناء غرف في كل المستشفيات الجامعية و الخاصة.
للمعلومة تتوفر دولة تركيا على اكثر من 130 غرفة 12 منها في اسطنبول و فرنسا تحتوي على 10 مراكز مختصة وغيرها من الدول كالسعودية وقطر ومصر.
