مجتمع

التنمر.. ظاهرة تهدد مستقبل أطفالنا

اصبحت الانسانية قيمة نادرة نتاج ما نعيشه اليوم تحت ضل رحمة العالم الحديث والرقمي ما استوجب لنا الخوض في اصطدام مع واقع معيشي مرير.

المشاكل والمضايقات والمشاحنات من بين العوامل التي تؤدي الى خلق نوع من التضارب الفكري العدواني وهذا نراه في نواحي عدة وخاصة المدرسة والتي بطبيعتها تعد بيئة خصبة لنمو مايطلق عليه بالتنمر أو الاستقواء هذا السلوك العدواني اللا متحضر والذي عادة مايتم ممارسته في المرافق التي لا تخضع للمراقبة المباشرة من طرف الاستاذ والمربي.. مثل المرحاض والحافلة… يولد اثار نفسية وخيمة تعود على الطالب في المستقبل وخاصة الاطفال.

فالطفل عندما يعنّف سواء كان العنف لفضي او جسدي وسواء كان من الزميل او المعلم يخلق لديه نوع من عدم الرضى والثقة في النفس وعدم الارتياح وامور اخرى قد تخرج عن السيطرة في بعض الاحيان. مثل لجوء الطفل الى الانتحار مثلا.. الامر الذي يستدعي الوعي الكافي لاستيعاب حجم وخطورة هاته الضاهرة المتفشية على المدى البعيد.

وربما تعود اسباب تفشي مثل هاته الظواهر في مجتمعاتنا وخاصة في المدارس الى اختلال العلاقات الأسرية وتراجع هيبة المؤسسات التي تعتمد اساليب التدريس التقليدية التي تعتبر المدرس المصدر الوحيد للمعرفة ما يجعلها تستخدم العنف كوسيلة لحل المشكلات داخل الفصول وما يجعل الامر يتفاقم بالاضافة الى اختزال الحياة المدرسية في الانشطة الرسمية التي تمارس داخل الفصل الأمر الذي شجع البعض على التنمر على البعض الاخر.

وبذلك خلق فجوة بين الطالب والمعلم مايسبب اندثار حدود الاحترام بينهما، اذا فالاقرار بوجود الضاهرة كحقيقة متمركزة قد يفتح المجال لايجاد حلول تتوافق و طبيعة سير منهج المؤسسات التربوية مايساعد على التشخيص للوقوف على حجم هاته الضاهرة في مدارسنا.

أسماء.ع

مقالات ذات صلة

إغلاق